للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطربًا وأَنْتَ قَنَّسْرِيُّ … والدَّهْرُ بالإنْسَانِ دَوَّارِيُّ

وأَنْشَدَ غيره: [من البسيط]

وَقَنْسَرَتْه أُمورٌ فاقْسَأنَّ لَها … وقد حَنَى ظَهْرَه دَهْرٌ وَقد كَبِرَا

وقال أبو بَكْر بن الأنْبارِيّ: وفي إعْرابهِ وَجْهَان: يجوز أنْ تُجريها مَجْرى قولك: الزَّيْدُون، فتَجعلَها في الرَّفع بالواو فتقول: هذه قِنَّسْرُونَ، وفي النَّصب والخفْضِ بالياء، فتقول: مررْتُ بقِنَّسْرِيْن ودخَلْتُ قِنَّسْرِيْن، والوَجْهُ الآخرُ: أنْ تَجْعلَها بالياءِ على كُلِّ حالٍ، وتَجْعل الإعْرابَ في النُّون، فلا تَصرفها.

وقال أبو القَاسِم الزَّجَّاجيِّ: هذا الّذي ذَكَره ابن الأنْبارِيّ من طَريق اللُّغة، ولم يسمّ البَلَد كما ذكر، ولكنَّه روَى (a) أنَّها سُمِّيت برَجُلٍ من عَبْس (a) يُقالُ لهُ مَيْسَرة، وذلك أنَّه نَزَلها، فمَرَّ به رجُلٌ فقال: ما أشْبه هذا المَوْضِع بقنِّ نَسْرين (c)، فبُنِيَ منه اسْمٌ للمَكان، فقيل: قِنَّسْرِيْن؛ بفتح النُّون من قِنَّسْرِيْن.

وذكَر عَبْد الله بن علي بن عَبْد الله بن علي اللَّخْمِيّ ثم الرُّشَاطيِّ في كتاب اقْتباس الأنْوار، والْتماس الأزْهار، في أنْساب الصَّحابَة ورُواةِ الآثار، قال (١): قال آخرون: دعا أبو عُبَيْدَة مَيْسَرة بن مَسْرُوق القَيْسيِّ (d) فوجَّهَهُ في ألف فارِس في أثر العَدُوّ، فَمرَّ على قِنَّسْرِيْن، فجعلَ يَنْظر إليها، فقال: ما هذه؟ فَسُمِّيَت له بالرُّوِميَّةِ، فقال: والله لكأنَّها قِنَّسْرِيْن؛ فسُمِّيت قِنَّسْرِيْن بذلك.


(a) الرشاطي وياقوت: ولكن رُوي.
(b) اقتباس الأنوار: من قيس.
(c) الرشاطي وياقوت: بقن سيرين.
(d) كذا نسبه، ومثله في مخطوطة كتاب اقتباس الأنوار، والمشهور في نسبته: العبسي، إلَّا أن يكون الرشاطي قد أراد نسبته للأرومة التي ينحدر منها العبسيون، وهم قيسية.

<<  <  ج: ص:  >  >>