للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُوفِّي بهذا المكان، وأنَّهُ أُخْرجت أمعَاؤُه وجميع ما في بَطْنه، فدُفِنَ في هذه القَرْيَة، ونُقِلَت جُثَّته في تَابُوِت إلى أُمِّه إلى الإسْكَنْدَرِيَّة (a)، وَسَنَذْكُر هَا هُنا شَيئًا من أمْره، ثمّ نَذْكر في حرْف الذَّال (١)، في ذي القَرْنيْن، نُبْذة من حَدِيثه، لأنَّ الله تعالَى سمَّاهُ في كتابهِ العزيز ذا القَرْنَيْن، في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَبًا} (٢) إلى آخر الآيات الّتي ضَمَّها الله تعالى ذِكْرَهُ، ونَذْكر هذه القِصَّة في مَوضِعها (٣) إنْ شَاءَ اللهُ تعالَى.

أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُرجَّا بن أبي الحَسَن بن هِبَةِ الله بن غَزَال الوَاسِطِيّ التَّاجِر، قال: أخْبَرَنا أبو طَالب مُحَمَّد بن عليّ بن أحْمَد الكَتَّانِيّ قِراءَةً عليهِ، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عَبْد الله العَجَمِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَخْلَد البزَّاز (b)، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن الحَسَن الصِّلْحِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن عُثْمان بن سَمْعَان الحافِظ، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن أسْلَم بن سَهْل بن أسْلَم الرَّزَّاز، قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن وَزِير، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن صالح البِطِّيْخِيّ (c) الوَاسِطِيّ، قال: حَدَّثنا العبَّاسُ بن الفَضْل، عن القَاسِم بن عبد الرَّحْمن، عن مُحَمَّد بن عليّ، قال: كان لذي القَرْنَيْن صَدِيْقُ من المَلائِكَة يقال له زرفيَائِيْل، وكان لا يزالُ يتعَهَّدُهُ بالسَّلام، فقال له ذو القَرْنَيْن: هل تَعْلَوُ شيئًا يَزِيد في طُول العُمر فأزْدَادُ شُكْرًا وعِبادةً؟ فقال: ما لي بذلك من عِلْم، ولكن


(a) ب: ثغر الإسكندرية.
(b) في الأصل وب: البزار، وتقدم ذكره في غير موضع على النحو المثبت.
(c) قيَّده في الأصل بالحاء المهملة، وصوابه الإعجام نسبة إلى البطيخ كما نص عليه السمعاني في الأنساب ٢: ٣٦٠، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ٣: ٣٣٥ - ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>