للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووُلد بقُوصٍ، وأقام بدِمَشْقَ، واتَّصَل بالوَزيرِ. صَفيّ الدِّين عَبْد الله بن عليّ بن شُكْر، وزيرِ المَلِك العَادل أبي بَكْر بن أَيُوب، فنفَق عليه، وكان يَتَنادَر عنده على (a) مَنْ يقصدُه ابن شُكْر، فعلَت مَنْزِلته عندَهُ، وسيَّرهُ رَسُولًا عن المَلِك العادِل إلى المَلِك الظَّاهِر غَازِي بن يُوسُف إلى حَلَب، وإلى سِنْجَار، والمَوْصِل، وأخْلَاط، فتَموَّل، وتَولَّى وكالة بيتِ المَالِ، وحَظِي عند مُلُوك زَمنَه.

وجمع مُعْجَمًا لشُيُوخه في مُجَلَّدات أرْبَعة، وَسَمَهُ بكتاب تاج المجامع والمَعاجِم وسِرَاج الأعَارِب والأعَاجِم (١)، دَفَعَهُ إليَّ، وشُيُوخهُ فيه يُقَاربُون ألفَ شَيْخٍ، وانتخبتُ منه عدَّة أجْزاء من الفَوَائِد الّتي تتَعَلَّق أغْراضي بها، وقَرأتُها عليه.

وسألتُه عن مَوْلدِه فأخْبَرَني أنَّ مولدَهُ بقُوْص سَنَة أرْبَعٍ وسَبْعِين وخَمْسِمائَة في المُحَرَّم.

وسَمِعْتُه يَقُول: سيَّرني المَلِك العادِل إلى المَلِك الظَّاهِر إلى صَلَب رَسُولًا عنه، وأنشدَني المَلِك العادِلُ أبياتًا أمرَني أنْ أُنشْدها المَلِك الظَّاهِر عنهُ، من جُمْلَتها (٢): [من الكامل]

لا يُوحشَنَّكَ ما صَنَعْتَ فتنثَني … مُتَجنِّبًا وهَوَاكَ لا يُتَجنَّبُ

قال: فلمَّا وصَلتُ إلى حَلَب أنشَدتُها المَلِك الظَّاهِر رَحِمَهُ اللهُ كما أمَرَني.

أخْبَرَنا شِهَاب الدِّين أبو طَاهِر إسمَاعِيْلُ بن حَامِد القُوصِيّ، قِراءَةً عليه


(a) ب: وكان يتنادره على.

<<  <  ج: ص:  >  >>