للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفائدة الكتاب وأهميته بين أقرانه جليّة واضحة، يُدركها المشتغلون بالتاريخ جملة، لأصالة مادته وتفرده بكثير من المعلومات والأخبار التي لم ترد عند غيره، ومنهجه في نقد الروايات والنصوص وترجيح الصواب.

وينتمي كمال الدين بن العديم، مؤلف هذا الكتاب، إلى طبقة رفيعة من مؤرخي وكُتَّاب ذلك العصر، وهو أحد ثلاثة رفاق ساهموا - من غير قصد - في تهريب النُّصوص التُّراثيَّة وحمايتها من الضياع والتخريب إبان الأحداث التي تعرضت لها المنطقة بغزو التتار في منتصف القرن السابع الهجري، فقد ضمَّن ابن العديم وياقوت الحمويّ والوزير جمال الدين القفطيّ مُؤلّفاتهم وأعمالهم الأدبية ومدوناتهم - خاصّة في حقل التراجم - نصوصا طويلة ومقطوعات عديدة من كتب ضاعت وطوتها عوادي الدهر؛ فأعادت الاعتبار إليها، وعرَّفت بمحتوياتها ومضامينها.

وقد وجدَت مؤسّسة الفُرقان للتُّراث الإسلاميّ، ضمن دورها في نشر التراث وفهرسته ولَمّ شتاته، في هذا الكتاب ما يستوجب تبنّى تحقيقه ونشره كأحد المصادر التُّراثيّة المهمّة، وتقريب مادته وتيسيرها للدارسين والباحثين، فعهدت بهذا العمل إلى باحث كان قد درس المنطقة التي يتناولها هذا الكتاب، وكان موضوع أطروحته للدكتوراه يتصل بُجْند قنّسرين خلال القرون الثلاثة الأولى من عمر الدولة الإسلامية، وهو الجُنْد الضَّام لمدينة حلب وما يقع في حيزها.

واعتمدت هذه النشرة على أصول المؤلف الخطية المتبقية من هذا الكتاب، وهي النسخة التي لازمت المؤلف في آخر أيام حياته غِبَّ إقامته بالقاهرة، ويرد في دراسة المحقق الإشارة إلى أنها لا تمثل إلا نحو ثلث الكتاب، إضافة إلى نسخ متأخرة أعانت في الترجيح وفك المستغلق وتعمير السّقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>