للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ونَقَلْتُ من خَطِّه، يعني من شِعْره: [من التقارب]

وَرَدُّ الجَوَابِ كَرَدِّ السَّلَام … بمثل التَّحِيَّةِ أو أَحْسَنِ

قال: ولمَّا شَاهَدَ الثَّلْج بحَلَبَ عند سُقُوطِهِ قال: [من الوافر]

رَأيْتُ الثَّلْجَ عَمَّ الأرْضَ حتَّى … تَسَاوَى الوَهْدُ منهُ بكُلّ سنِّ

كأنَّ الأرْض مُدَّ بها إزَارُ … ووَقع الثَّلْجِ من نَدَّاف قُطْنِ

قال: والعَجَبُ أنَّهُ تولَّى دِيْوَان الحيش النَّاصِرِيّ بعدَ مَوْت أَبيهِ، وكانَتْ وَفَاةُ والدهِ في سَنَة ثَلاثٍ وثَمانين وخَمْسِمائَة في البيت المُقَدَّس إلى أنْ صُرِفَ منه في حَادِثَةِ الصَّفِيّ عَبْد اللّه بن عليٍّ المَعْرُوف بابن شُكْرٍ، في ذِي الحجة سَنَة اثْنَتَيْن وسِتمائة، أقامَ فيه تِسْع عَشْرَة سَنَةً، وتولَّاهُ أبُوه في سَنَة أرْبعٍ وسِتِّين وخَمْسِمائَة، وتُوفِّيَ في السَّنَة المَذْكُورَة - يعني سَنَة ثَلاثٍ وثَمانين وخَمْسِمائَة - فأقامَ فيه تِسْع عَشرة سَنَةً، فاتَّفَقَ هو ووالدُه في مُدَّة تولِّيهما الجَيْش، واتَّفَقا أيضًا في العُمْر، لأنَّ والدَهُ وُلد في سَنَة اثْنَتَيْن وعشرين وخَمْسِمائَة، وتُوفِّيَ في السَّنَةِ المَذْكُورَة، فعَاشَا عُمرًا واحدًا، وهو أحدُ وستُّون سَنَة.

قال: وتُوفِّيَ - يعني أباهُ - بَمحرُوسَةِ حَلَب في عَشِيَّةِ الجُمُعَة الثَّامن والعشرين من ذي القَعْدَة سَنَة عَشرٍ وسِتِّمائة.

قُلتُ: وكان العَلَمُ بن أبي الحَجَّاج مَاهِرًا في صِنَاعَة التَّصَرُّف، وبضَاعَتُه في العُلُوم مُزْجَاةٌ، رَحِمَهُ اللّهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>