للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلم يُرِد الله سُبْحَانَهُ ردَّهُ إليَّ، وقَبَض رُوحَهُ في بعْض ثُغور أذْرَبِيْجان متوجِّهًا إلى بيت الله الحرام وزيارة قَبْر نبيِهِ مُحَمَّد المصطفى عليهِ أفْضَل الصَّلاةِ والسّلَام، فصَبْرًا لحُكْمِهِ، ورِضًا بقَضَائِه، وتَسْليمًا لأمْره، ألَا له الخلقُ والأمْرُ، تَبارَكَ اللهُ رَبُّ العالَمِين، وإلى الله جَلَّ جَلَالُهُ الرَّغْبَةُ في التَّفَضُّل عليه بالمغفِرَة والرِّضْوَان، والجمع بيننا وبينَهُ في رِيَاض الجِنان بمنّه وفَضْله.

أخْبَرَنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل (a)، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيِّ، قال: حَدَّثنا أبو الفَرَج بن أبي الحُسَيْن بن يُوسُف - من لَفْظه - قال: حَدَّثَني أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أحْمَد (b) بن إسْحاق بن مولى الخزوي بقَرْيَة سَرْك من نواحِي نَيْسَابُور، قال: حَدَّثَني أبو مُحَمَّد الحَسَن بن أحْمَد السَّمَرْقنديّ، قال: لمَّا عَزَم شَيْخ الإسْلَام أبو عُثْمان إسْمَاعِيْل بن عبد الرَّحْمن الصَّابُونيِّ على الحَجّ، فابْتَكَر يَوْمًا وقد أُسْرِجَت الدَّوَابّ، وزُمّت الرِّكاب، وهُيِّئَت الأقْتَاب، وهو يَبْكي مُوَدِّعًا أهْله ويُنْشد هذه الأبْيَات: [من البسيط]

ما كُنْتُ أعْلَم ما في البَيْن مِن جَزَعٍ … حتَّى تنادَوا بأنْ قد جيءَ بالسُّفُنِ

مالَت تُودِعُني والدّمْعُ يَغْلبُها … كما يَمِيْلُ نَسِيمُ الرّيج بالغُصُنِ

وأعْرَضَتْ ثمّ قالت وَهْيَ باكيةٌ: … يا ليت مَعْرفتي إيّاكَ لم تكُنِ

أنْبَأنَا أبو المَحَاسِن بن الفَضْل، قال: أخْبَرَنا عليّ بن أبي مُحَمَّد (١)، قال: أنْبَأنَا أبو الحَسَن عَبْد الغَافِر بن إسْمَاعِيْل بن عَبْد الغَافِر، قال: ومن ذلك - يعني شِعْر أبي عُثْمان - قَوْلهُ (٢): [من الطويل]


(a) وردت هذه الرواية بهامش الأصل، ولم تنقلها نسخة ب.
(b) عند ياقوت (معجم البلدان ٣: ٢١٥): مُحَمَّد.

<<  <  ج: ص:  >  >>