للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُوصِي إلى كُلِّ (a) مَنْ يُخَلِّفُه من وَلَدٍ، وأخٍ، وأهْلٍ، وقَريبٍ، وصَدِيْقٍ، وجميعِ مَنْ يقبَل وَصِيَّته من المُسْلمِيْن عامَّةً أنْ يَشْهَدُوا بجميعِ ما شَهِدَ به، وأنْ يتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاته، ولا (b) يَمُوتوا إلَّا وهم مُسْلِمون، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (١). ويُوصيهم بصَلَاحِ ذَات البَيْن، وصِلَة الأرْحَام، والإحْسان إلى الجِيْرَان والأقارب والإخْوَان، ومعْرفَة حقِّ الأكَابِر، والرَّحْمة على الأصَاغِر، ويَنْهاهُم عن التَّدابُر والتَّباغُضِ والتَّقاطُع والتَّحاسُد، ويأمُرهم أنْ يكُونوا إخوانًا، وعلى الخَيْرات أعْوانًا، وأنْ يَعْتَصمُوا بحَبْل الله جَمِيعًا ولا يتَفَرَّقُوا (٢)، ويتَّبعُوا الكتابَ والسُّنَّة، وما كان عليه عُلَماءُ الأُمَّةِ وأئمَّةُ المِلَّة، كمَالِك بن أنسٍ، والشَّافِعيّ، وسُفْيانَ الثَّوْرِيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وأحمدَ بن حَنْبَل، وإسْحَاق بن إبْراهيم، ويَحْيَى بن يَحْيَى، وغيرهم من أئمَّة المُسْلمين، وعُلَماء الدِّين، رَضِيَ اللهُ عنهُم أجْمَعِين، وجَمعَ بيننا وبينهم في ظلِّ طُوْبَى ومُسْتَراح العَابِدِين.

أوْصَى بهذا كُلِّهِ إسْمَاعِيْلُ بنُ عبْد الرَّحْمن الصَّابُونِيّ إلى أوْلَادِهِ وأهْلِهِ وأصْحَابهِ ومُخْتَلفَة مَجَالِسه.

وأوْصَى أنَّهُ إذا نَزَلتْ به المَنِيَّةُ، الّتي لا شَكَّ أنَّها نَازِلةٌ - والله يَسْأل خيرَ ذلك اليَوْم الّذي تَنزلُ المَنِيَّةُ بهِ فيه، وخيرَ تلك اللَّيْلة الّتي تَنْزل بهِ فيها (c)، وخيرَ تلك السَّاعَة، وخَيْر ما قَبْلها، وخَيْر ما بعدها - أنْ يُلْبَسَ لباسًا حَسَنًا طَيِّبًا، طَاهِرًا نَقِيًّا، وتُوضَعَ على رَأسه العِمَامَةُ الّتي كان يَشُدُّها في حال الحَيَاة (٤)، وَضْعًا على الهَيْئَة الّتي كان يضَعُها على رَأسِهِ أيَّامَ حَياتِهِ، ويُوضَعَ الرِّدَاءُ على عاتقَيْه (e)،


(a) لم ترد عند السبكي في طبقاته.
(b) السبكي: وألَّا.
(c) السبكي: فيه.
(d) السبكي: حياته.
(e) ب: عاتقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>