للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُنْعِم [. . .] (a) الوَاسِطِيّ، وحَجَّ معنا في سَنَة ثَلاثٍ وعشرين وسِتمائة، وسَمِعَ معنا من جَمَاعَة من الشُّيُوخ، وقَدِمَ علينا حَلَب مِرَارًا مُتَعدِّدةً، وكان لي بهِ اخْتلاطٌ وصُحْبَةٌ، وعنده دِيْن وافرٌ وحُسن صُحْبَة، وكَرَم أخْلَاق، وحُسْن قَنَاعَةٍ.

ورُتِّب بالبَيْت المُقَدَّس إمَامًا بِالصَّخْرَة [الشَّريْفَة] (b)، إلى أنْ سُلِّم البَيْت المُقَدَّس إلى الفِرِنْج سَنَة اثْنَتَيْن وأرْبعين وسِّتمائة، فلمَّا اسْتَعاد المُسْلمون البَيْت المُقَدَّس رُتِّب في إمامة الصَّخْرَة غيره، فلم يُثَابر على ذلك، وأقام بالبَيْت المُقَدّس مُجَاوِرًا لم يَخْرج منه. واجْتَمَعْتُ به فيه في سَنَة اثْنَتَيْن وأرْبَعين في ذِي الحَّجِة، فأنْشَدَني لنَفْسِه بَيْتَيْن قالَهما، وذَكَرَ لي أنَّهُ كتَبَهُما على حائط كَنِيْسَة صَهْيُون بالقُدْس بعدما خَربَت: [من البسيط]

هى الدِّيَار فقِفْ في ربْعِها الخَالي … لا يُوحِشَنَّكَ فَهْوَ العَاطِلُ الحَالي

واسْتَسْقِهِ القَطْرَ والْثُمْ تُرْبةً سحَبَتْ … أذْيالُها في ثَراها ربَّةُ الخَالِ

قال: فلَقيني نَجْمُ الدِّين بن إِسْرَائيِل وقال لي: وجَدْتُ بيتَيْكَ اللّذين (c) كَتَبتهما وقد زدت عليهما بَيْتًا ثالثًا وهو: [من البسيط]

عَفَا ولم تعفُ من قَلْبي صَبَابَتُهُ … لقاطِنيها الأُلَى هُمْ أصْلُ بَلْبَالي

أخْبَرَني إسْمَاعيْل بن مُحَمَّد بالبيَت المُقَدَّس، قال: أخْبَرَني فَقِيْرُ صالحُ كان ببَيْت المَقْدِس، قال: أَخْبَرَني بعضُ الصَّالِحين المُجَاوِرين ببَيْت المقَدِس أنَّهُ لمَّا خَرب البَيْت المُقَدَّس سَمعَ هَاتِفًا يَهْتف بهذين البَيْتَيْن (١): [من الخفيف]

إنْ لم يَكُن في الشَّام قَلّ نَصِيْري … ثُمّ خُرِّبْتُ واسْتمرَّ هُلُوكِي


(a) بياض في الأصل قدر كلمة تركه المصنف لاستكمال اسمه، والنص متصل في ب، ولم أهتد لمعرفة جمال الدين الواسطي هذا.
(b) إضافة من ب.
(c) ب: بيتاك اللذان!.

<<  <  ج: ص:  >  >>