للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رِضْوَان اللَّه عليهم رَووا عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أحَادِيْث، ورَوَى بعضُهم عن بَعْض عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم غيرها، لأنَّهُ لم يَسْمَع ذلك الحَدِيْث من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فرَوَاهُ عن صَحَابيٍّ آخر عنهُ، وذلك كَثِيْر، فكذلك هذا يجوز أنْ يكون أَسِيْدًا سَمِعَ من ابن مُحَيْرِيْز غير هذا الحَدِيْث ورَوَى هذا الحديث عن خَالِد بن دُرَيْك عنْهُ، اللَّهُمَّ إلَّا إنْ أثبتَ (a) بالنَّقْل أنَّ أَسِيْدًا لم يُدْرك ابن مُحَيْرِيْز، فحينئذٍ يسُوغ له تَخْطئةُ هؤلاء الأئمَّة فيما ذَكَروهُ.

وقد تابعَ الإمَام أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن إسْمَاعِيْل البُخاريّ في قَوْله إنَّ أَسِيْدًا رَوَى عن ابنِ مُحَيْرِيْز غير الدَّارَقُطْنِيّ وعَبْد الغَنِيّ، وهو إمام أهل العِلْم والحَدِيْث، ورَئيسهم المُتْقِن المُصَنِّف أبو أحْمَد الحَسَن بن عَبْد اللَّه بن سَعيد العَسْكَريُّ، فإنَّ زَيْنَ الأُمَناءِ الحَسَن بن مُحَمَّد بن الحَسَن أنْبَأنَا قال: أخْبَرَنا عَمِّي الحافِظُ أبو القَاسِم علِيّ بن الحَسَن (١)، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن شُجَاع، قال: أخْبَرَنا أبو صَادِق مُحَمَّد بن أحْمَد الفَقِيه، قال: أخْبَرَنا أحمدُ بنُ أبي بَكْر العَدْلُ، قال: أخْبَرَنا أبو أحْمَد العَسْكَريّ، قال: فَأمَّا أَسِيْد -السِّيْن مَكْسُورَة واليَاء سَاكنة- فمنهم: أَسِيْد بن عبد الرَّحْمن الخَثْعَمِيّ الفِلَسْطِيْنيّ، رَوَى عن ابنُ مُحَيْرِيْز، وفَرْوَة بن مُجَاهِد. رَوَى عنهُ الأوْزَاعِيُّ، وإسْمَاعِيْلُ بن عَيَّاش.

وكذلك تابعَهُ أبو حَاتِم الرَّازِيّ، وابنُه أبو مُحَمَّد فيما ذَكَرهُ في كتاب الجَرْح والتَّعْدِيل (٢)، فإنَّهُ قال: أَسِيْدُ بن عبد الرَّحْمن الخَثْعَمِيّ الفِلَسْطِيْنيّ، رَوَى عن ابن مُحَيْرِيْز، وفَرْوَة بن مُجَاهِد، رَوَى عنهُ الأوْزَاعِيُّ، وإسْمَاعِيْل بن عَيَّاشٍ، والمُغِيرَة بن المُغِيرَة الرَّمْليّ، سَمِعْتُ أبي يَقُول ذلك.


(a) ب: أتيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>