للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهْلُ دِمَشْق في أحْسَن زيّ وأنْزلَهُ في قلعَةِ دِمَشْق، وبالغ في إكْرَامِه، فأقامَ بها أيَّامًا، ثمّ عاد إلى حَلَب في أوَّل شَوَّال، وصَحِبَهُ طُغْتُكِين، فلمَّا وَصَل حَلَب لم يَر (a) طُغْتكِيْن ما يُحبُّ ففَارَقَهُ وعاد إلى دِمَشْق.

وسَاءَتْ سِيْرةُ ألْب أَرَسْلَان بحَلَبَ، وانْهَمَكَ في المَعَاصِي واغْتِصَاب الحُرَمِ، وخَافَهُ لؤلُؤ اليَايَا (b)، فقتَلَهُ بقَلْعَة حَلَب في الثَّاني من شَهر ربيع الآخرة من سَنَة ثَمانٍ وخَمْسِمائَة، ونَصَبَ أخًا له طِفْلًا عُمْرهُ سِتُّ سنين، وبقي لؤلُؤ بحَلَب إلى أنْ قُتِلَ في آخر سَنَة عَشْر وخمْسِمائَة (c).

قَراتُ في مُدْرَجٍ وَقَعَ إليَّ بخَطِّ العَضُد مُرْهَف بن أُسامَة بن مُنْقِذ فيه تَعَاليْقِ من الحَوَادِث في السِّنِيْن، قال: وفيها - يعني سَنَة ثَمانٍ وخَمْسِمائَة - قُتِلَ الأخرسُ ابن المَلِك رِضْوَان في يَوْم الاثْنَين خامِس شَهْر رَبيع الآخر.

قُلتُ: ومن العَجَب العَجِيب، الّذي فيه عِبْرَة لكُلِّ أَريب، أنَّ رِضوَان لمَّا مَلَك حَلَبَ قَتَل أخَوين كانا له (١)، فقُوبِلَ في عَقبهِ، فلمَّا ولي ألْب أَرَسْلَان قتَلَ أخَوَيه ابني رِضْوَان.

نَقَلْتُ من خَطِّ أبي عبد الله مُحَمَّد بن علي العظيميّ (٢)، وأنْبَأنَا بهِ أبو اليُمْن الكِنْدِيّ عنه، قال: سَنَة سَبع وخَمْسِمائَة، فيها ماتَ المَلِكُ رِضْوَان (d) بحَلَب، وجَلَسَ مَوضِعَهُ ولدُه تاجُ المُلُوك ألْب أَرَسْلَان، وصار أتَابِكه لُؤْلُؤ الخادِم، وقَتَلوا


(a) تاريخ ابن عساكر: لم ير منه.
(b) تاريخ ابن عساكر: البابا.
(c) تاريخ ابن عساكر: ببالس.
(d) ب: رضوان رحمه الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>