للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابنُ حَوْقَل النَّصِيْبِيّ في جَغْرَافيَا (١): مَعَرَّة النُّعْمَان مَدِينَةٌ وما حَوْلها من القُرَى أعْذَاءٌ؛ ليس بنواحيها ماءٌ صَارٍ ولا عَيْنٌ.

كذا قال، وقد شاهدْتُ عَيْن مَاء من قِبْلي المَعَرَّة على الطَّريق بالقُرْبِ منها.

وقال الجَدَلِيُّ (٢): هي مَنْسُوبَةٌ إلى النُّعْمان بن بَشِير الأنْصاريّ، كان مُعاوِيَة بن أبي سُفْيان أقْطَعَهُ إيَّاها فَنُسِبَتْ إليهِ.

وقال ابنُ وَاضِح الكَاتِب (٣): ومَعَرَّة النُّعْمَان مَدِينَةٌ قَدِيْمَةٌ خَرَابٌ، وأهْلها تَنُوخ.

وذكَرَ صَاحبُنا يَاقُوت بن عَبْد اللّه الحَمَوِيّ في كتابه (٤)، وقال: بمَعَرَّة النُّعْمَان قبرُ مُحمَّد بن عَبْد اللّه بن عَمَّار بن يَاسِر.

وقَرَأتُ بِخَطِّ مُحمَّد بن أحْمَد بن الحَسَن الكَاتِب، في رُوزنَامج (٥) أنْشَأَهُ، وذكَرَ فيهِ رِحْلتَهُ من بلاد أَذْرَبِيْجَان إلى الحَجِّ وعَوْدِه منهُ، وجِعلَهُ كالتَّذْكرة لولَده، قال فيه بَعْدَ أنْ ذكَرَ خُروجَهُ من حَلَب حَرَسَها اللّهُ: ونَزَلْنا سَرْمِيْن، فاسْتقبلني القائدُ بها بالإكْرام وِالإنعام، ورَكب في صُحْبَتي إلى مَعَرَّة النُّعْمَان، بل مَقرّ الرُّوْح والرَّيْحان، بل زهْرة العَيْن والجَنَانِ، بل مَعْدِن البَيان واللِّسَان


(١) صورة الأرض ١٧٨.
(٢) لم أقف عليه، والذين يَنْتسبُون هذه النسبة كثر يصعب معه الترجيح.
(٣) اليعقوبي: البلدان ٣٣٤.
(٤) مُعْجَمُ البلدان ٥: ١٥٦، والذي ورد في كتاب ياقوت "قبر عبد اللّه بن عمار بن ياسر الصحابي"، وليس ابنه مُحمَّد.
(٥) الروزناج: فارسية، تعريب روزنامه وتعني: اليوميات، أو المذكرات اليومية، وللصاحب ابن عباد كتاب بهذا العنوان قيد فيه يومياته. روزنثال: علم التأريخ ٢٣٩.
وذكر ابن العديم في كتابه الإنصاف والتحري (ضمن كتاب إعلام النبلاء للطباخ ٤: ١٤٤) روزنامج أبي الفرج مُحَمّد الكاتب، وأرخ رحلته في سنة ٤٢٨ هـ، وذكر اجتماعه بأبي العلاء المَعَرِّيّ مما أورده في تَرْجَمَة المَعَرِّيّ (الجزء الثاني).

<<  <  ج: ص:  >  >>