للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اضْربُوا عُنُقَهُ. ثُمَّ أُتِيَ بَرجُلٍ آخر، فقال: ما أخْرَجَكَ السَّاعَة؟ فقال: والله لا أكْذِبُكَ، لَزِمَني غَرِيمٌ لي على بابه، فلمَّا كانت السَّاعَةُ أغْلَق بابَهُ دُوني، وتَرَكَني على بابه، فجاءني طَائِفُكَ فأخَذَني. فقال: اضْرِبُوا عُنُقَهُ، فضُرِبت عُنُقه. ثمّ أُتي بآخر، فقال: ما أخْرَجَك هذه السَّاعَة؟ قال: كُنْتُ معِ شَرَبَةِ أشْرَبُ (a)، فلمَّا سَكِرْتُ خَرجْتُ، فأخَذَني الطَّائِفُ، فذَهَبَ عنِّي السُّكْر فزعًا، فَقال: يا عَنْبَسَة، ما أراهُ إلَّا صَادِقًا، خِلِّيا سَبِيْلَهُ. فقال عُمَر في عَبْد العَزِيْز لعَنْبَسَة: فما قُلْتَ له شيئا؟ فقال: لا. فقال عُمَرُ لآذنِهِ (b): لا تأذَننَّ لعَنْبَسَة علينا إلَّا أنْ تكُونَ له حَاجَة.

أخْبَرَنا أبو الحَجَّاج يُوسُف في خَلِيل في عَبْد الله، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسِم في بَوْش، قال: أخْبَرَنا أبو العِزّ في كَادِش، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد في الحُسَين الجَازِرِيّ، قال: أخْبَرَنا المُعَافَى في زَكَرِيَّاء القَاضِي (١)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد في القَاسِم الأنْبارِيّ، قال: حَدَّثني أبي، قال: حَدَّثَنَا أحْمَد في عُبَيْد، قال: حَدَّثَنَا هِشَام في مُحَمَّد في السَّائِب الكَلْبيّ، عن عَوَانَة في الحَكَم الكَلْبيّ، قال: دَخَل أنَس بن مالِك على الحَجَّاج بن يُوسفَ، فلمَّا وقفَ بينَ يديْهِ سَلَّم عليه، فقال: إيْهٍ، إيْه يا أَنَسُ (c)، يَوْمَ لكَ مع عليّ، ويَوْمٌ لك معِ ابن الزُّبَيْر، ويَوْمٌ لك مع ابن الأشْعَث! والله لأسْتَأصلنَّكَ كما تُسْتَأصَل الشَّأْفَةُ، ولأدْمغنَّكَ كما تُدْمَغ (d) الصَّمْغَةُ، قال أنَسٌ: إيَّايَ يعني الأَمِير أصْلَحَهُ الله؟ قال: إيَّاكَ سَكَّ الله سَمْعَكَ، قال أنسٌ: إنَّا لله وإنَّا إليه رَاجعُوِنَ! والله لولا الصِّبْيَةُ الصِّغَارُ ما بَالَيْتُ أيَّ قِتْلَةٍ قُتِلْتُ، ولا أيَّ ميْتَةٍ مُتُّ. ثمَّ خرَجَ من عند الحَجَّاج، فكَتَب إلى عَبْد المَلِك بن مرْوَان يُخْبره بذلك،


(a) تاريخ ابن عساكر: معي شربة فشربت.
(b) الدينوري: لابنه.
(c) الجريري وابن كثير: أُنَيس، بالتصغير.
(d) الجريري: لأقلعنك كما تقلع.

<<  <  ج: ص:  >  >>