للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فركبتُ في سَبْعة أو تسْعة حتَّى قَدِمنا وَاسِطًا، فأُتِيَ بسَعِيد بن جُبير، فخرج الحَجَّاج فقال: يا ابن جُبير، أكَفَرتَ حين خَرَجْتَ عليَّ؟ قال: ما كَفَرْتُ منذُ أسْلمَتُ. قال: فاخْتَرْ بأيِّ قِتْلَةٍ تَشْتَهي أنْ أقتُلَكَ، قال: اخْتَر أنْتَ لنَفسِكَ، فإنَّ القِصَاصَ أمَامَكَ! قال: فقَتَلَهُ فما قَتَلَ أحدًا بَعْدَهُ.

أخْبَرَنا أبو صَادِق الحَسَنُ بن يَحْيَى بن صَباح بدِمَشْق، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن رِفَاعَة بن غَدِير، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن الحَسَن الخِلْعِيُّ، قال: أخْبَرَنا أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن عُمَر بن مُحَمَّد بن سَعيد البَزَّاز (a)، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمِعُ، قال: حَدَّثَنَا أبو الحَسَن أحْمَد بن بَهْزَاد بن مِهْرَان، قِراءَةً عليهِ يَوْم الاثْنَين سَنة تِسْعٍ وثَلاثين وثَلاثِمائة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الغَلَابيِّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن الضَّحَّاك الهَدَادِيّ (b)، قال: حَدَّثَنَا الهَيْثَمُ بن عَدِيِّ، قال: أُتِيَ الحَجَّاجُ بن يُوسُف برَجُلٍ من الخَوَارِج، فأُدْجِل عليه والحَجَّاجُ يَتَغَدَّى، فَجَعَل الخَارِجِيُّ يَنْظُر إلى حِيْطانِهِ وما قد تجسَّد فجَعَل يَقُول: اللَّهُمَّ اهْدِم، اللَّهُمَّ اهْدِم، اللَّهُمَّ اهْدِم! فقال له الحَجَّاجُ: هِيْه، كأنَّكَ لا تَدْري ما يُراد بكَ؟ فقال الخَارِجِيُّ: هيْه؛ نَزَعَ اللهُ مَاضِغَيْكَ، وما عليك لو دَعَوْتَني إلى طَعَامك؟ أمَا إنَّ فيك ثلاث خِلَال ممَّا نَعَتَ الله بهِ عادًا، فقال: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (١٢٨) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (١٢٩) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (١)، فامتلأ الحَجَّاجُ غَيْظًا عليه، فأمَرَ (c) بقَتْله، فأخرجُوه الحَرَس إلى الرَّحْبَةِ ليقْتلُوه، فقال لهم: دَعُوني أتَمثَّل بثلاثة


(a) الأصل: البزار. انظر: الإكمال لابن ماكولا ٧: ٢٨٦، سير أعلام النبلاء ١٧: ٢١٣.
(b) في الأصل بتشديد الدال الأولى، ونسبته إلى هَدَاد، بالتخفيف، بطن من الأزد. انظر الإكمال لابن ماكولا ٤: ٤٥١، أنساب السمعاني ١٢: ٣٨٧.
(c) الأصل: فأمره، وفوقها "صـ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>