للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: قال حُسَيْن بن حَسَن المَرْوَزيّ: الحَجَّاج بن أبي مَنِيع الرُّصَافِيّ، رُصَافَة الرَّقَّة، واسْم أبي مَنِيعِ يُوسُف بن عُبَيْد الله بن أبي زِيَاد مَوْلَى لآل أبي سُفْيان. قال حُسَين: حَدَّثني رَجُلٌ منهم بهذا الكَلَام.

قُلتُ: هكذا نَسَبَهُ الحاكِم: الحَجَّاج بن يُوسُف بن أبي مَنِيع بن عُبَيْد الله بن أبي زِيَاد، وهو وَهْمٌ؛ والصَّحيحُ: الحَجَّاج بن يُوسُف بن عُبَيْد الله، أبو مَنِيع هو يُوسُف أو عُبَيْد الله على ما ذَكَرَهُ في تَرجَمَةِ أبي مَنِيع.

وقَوْله: سَكَنَ الرُّصَافَة بالجَزِيْرَة، وَهْمٌ أيْضًا؛ فإنَّ الرُّصَافَة من أعْمَال قِنَّسْرِيْن من الشَّام، وليست من الجَزِيْرَة، وجَدّه عُبَيْد الله منها، لكنَّه رَأى أبا عَرُوبَة ذَكَره من أهْلِ الجَزِيْرَة فظَنَّ الرُّصَافَة من الجَزِيْرَة.

وقَوْله أيْضًا: رُصَافَة الرَّقَّة؛ عرَّفها بالرَّقَّة لقُرْبها منها، لا أنَّها من أعْمَالها، وهي شَامِيَّةٌ، وبعَمَل حَلَب قَرْيَة أُخْرى تُعْرف بالرُّصَافَة، بالقُرْبِ من قِنَّسْرِيْن، وببَغْدَاد الرُّصَافَة، فعرَّفها برُصَافَة الرَّقَّة لتتَمَيَّز عنهما، والله أعْلَمُ.

أخْبَرَنا أبو الوَحْش بن أبي مَنْصُور بن نَسِيم في كتابه، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن الدِّمَشقيّ في تاريخ دِمَشْق (١)، قال: الحَجَّاجُ بن يُوسُف بن أبي مَنِيع عُبَيْد الله بن أبي زِيَادٍ، أبو مُحمَّد الرُّصَافِيّ، سَمِعَ جَدَّهُ عُبَيْدَ الله بن أبي زِيَاد، أبا مَنِيع الرُّصَافِيّ، رَوى عنهُ عَمْرو بن مُحَمَّد بن بُكَيْر النَّاقِد، وأبو عَبْد الله مُحَمَّد بن أسَد الخُشِّيّ الإسْفَرَاينيّ، وأبو يُوسُف يَعْقُوب بن سُفْيان الفَسَوِيّ، وأبو جَعْفَر أحْمَد بن مَهْدِي بن رُسْتُم الأصْبَهَانِيّ.

قُلتُ: أوْرَدَ الحافِظُ أبو القَاسِم ذِكْره في تاريخ دِمَشْق كما ذَكَرناهُ عنه، ولم يَذْكر في تَرْجَمَتِهِ دَلِيْلًا على أنَّهُ دَخَل دِمَشْق، ولا أنَّهُ سَكَنَها، ولا أنَّه اجْتازَ بها،


(١) تاريخ ابن عساكر ١٢: ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>