للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: حَدَّثنا الحَسَن بن مَحْبُوب، قال: حَدّثَنَا الفَيْضُ بن إسْحَاق، قال: ذُكِرَ عند حُذَيْفَة المَرْعَشيِّ الوَحْدَة وما يُكْرَه منها، قال: إنَّما يُكره ذلك للجاهِل، فأمَّا عَالَم يَعْرف ما يأتي، أي فَلَا.

وقال (١): حَدَّثَنَا الفَيْضُ، قال: قال حُذَيْفَة: ما أعْلم شَيئًا من أعمال البرِّ أفْضَل من لُزُومكَ بيتِكَ، ولو كانت لك حِيْلَة لهذه الفَرَائِض كان يَنْبَني لك أنْ تَحْتَال لها.

أخْبَرَنا أبو هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميِّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْدُ الكَريم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانيِّ، قال: أخْبَرَنا ذُو النُّون بن أبي الفَرج الصُّوْفيّ، بقِرَاءَتي عليه مَرَّةً بعد أُخْرى، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن عليّ بن الحُسَين المقرِئ، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن عليّ بن أحْمَد بن عُمَر الحَمَّاميّ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن الحُسين الآجرِّيّ، قال: حَدَّثَنَا جعفر بن مُحَمَّد الصَّنْدَليّ، قال: سَمِعْتُ أبا الحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الوَرْد يَقُول: كتَبَ حُذَيْفَةُ المَرْعَشيِّ إلى يُوسُف بن أسْبَاط: بَلَغَني أنَّك بعتَ دِينكَ بحبَّتَين، وَقفتَ على صَاحب لَبن فقُلت: بكم هذا؟ فقال: هو لك بسُدُسٍ، فقُلتُ: لا بثُمُنٍ؟ فقال: هو لك، وكان يَعْرفكَ، اكْشف عن رأسك قِنَاع الغَافِلين، وانتَبه من رَقْدة المَوْتى، واعْلَم أنَّ مَنْ قَرأ القُرآن، ثمّ آثر الدُّنْيا، لم آمَنْ أنْ يكونَ بآيات الله من المُسْتهزئين.

بَلَغَني أنَّ حُذَيْفَة المَرْعَشيِّ تُوفِّي سَنَة سَبع ومَائِتَيْن.


(١) رسائل ابن أبي الدنيا ٣: ١٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>