للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العُصْبَةِ السَّامعةِ المُطِيْعَهْ … حتَّى تَذُوق كأْسَها الفَظِيْعَه

ثُمَّ طَعَن عُبَيْد اللهَ بن عُمَر، فصَرَعَهُ فقَتَلَهُ، فقال في ذلك الصَّلْتانُ العَبْدِيّ، وذَكَر أبياتًا فيها: [من الطويل]

حَبَاكَ أخُو الهيْجا حُرَيْث بن جَابرٍ … بِجيَّاشَةٍ تحكى الهِزَبْر المُزَبَّدَا (a)

وذَكرَ أبو البَخْتَرِيّ وَهْب بن وَهْب في خَبَر صِفّيْن، قال فيما حَكاهُ عن جَعْفَر بن مُحَمَّد، عن أَبِيهِ، قال: فلمَّا رأى ذلك عَبْد الله بن بُدَيْل، انْصَرف يُريد مَوْقفه فاسْتَقبَلهُ عُبَيْد الله بن عُمَر فشَدّ عليه، فقتَلَهُ وقَتَل أصْحَاب عَبْد الله بن بُدَيْل عُبَيْد الله بن عُمَر، ويُقال الّذي قَتَلَهُ - أو أسْرَع في قَتْله - كَرْب بن وَائِل العُكْلِيّ، وقال بَعْضُهم: ما قَتَلَهُ إلَّا حُرَيْث بن جَابِر الحنَفِيّ، وذلك حين شَدّ عليهم عُبَيْد الله في الشَّدَّهَ الأُوْلَى وهو يَرْتَجِزُ فلمَّا قال: [من الرجز]

قد أبطأت عن نَصْر عُثْمان مُضَر … والرَّبَعِيُّون فلا أُسقُوا المَطَر

سَمِعَها حُريْث بن جَابِر فقال: [من الرجز]

قد سَارعَتْ في نَصْرهَا رَبِيْعَه … في الحَقِّ والحقّ لها شَرِيْعَه

أتَتْ وليْسَ تَترك الوَقِيْعَه … رَبِيْعَة السَّامِعَةُ المُطِيْعَه

قال: وقال حُرَيْث بن جَابِر في التَّدَاعي إلى الحُكُومَة (١): [من الوافر]

لعَمْرو أبيك والأنْباءُ تَنْمِي … وقد يشقي من الخَبَر الخبَيْرُ

لقد نَادَى مُعاوِيَة بن حَرْب … لأمْر لا تَضِيْق له الصُّدُورُ

دعانا للَّتي كُنَّا إليها … دَعَوْناهُ وذاكَ لها سُرُورُ

فحكَّمنا القُرْآن بغير شَكٍّ … وكان اللهُ عدلًا لا يَجُورُ


(a) وقعة صفين: الهدير المندَّدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>