للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ كان يَطْمَعُ فينا أنْ يُفَرِّقَنا … بَعْد الوَلَاءِ ووُدّ غير مَمْزُوج

فالنَّجْم أقْرَب منهُ في تنَاولهِ … ممَّا أرَاهُ فلا يوْلَع بتَهْييج

ليسَتْ رَبيعَةُ أوْلَى بالَّتي حدثَت … من حَيّ كِنْدَة حَيّ غير مَحْجُوج

يَأبَى لنا الله أنْ نَرْضَى نقيصَتَكُم … حتَّى تفَتّح يَأجُوْج بمَأْجُوج

قال: فسَكَنَ القَوْمُ.

وقال مَالِك بن هُبَيْرَة من أصْحَاب مُعاوِيَة وبَعَثَ إلى الأشْعَث شِعْرًا فيهِ (١): [من البسيط]

مَنْ أَصْبَحَ اليَوْم مَثْلُوجًا بأُسْرَتهِ … فاللهُ يَعْلَم أنِّي غَيْر مَثْلُوج

زالَتْ عن الأشْعَثِ الكِنْدِيّ رَايَتُه … وقُلِّد الأمْرُ حَسَّانُ بنُ مَخْدُوج

فتَرَكَ الأشْعَث أجابَتَهُ.

قال: وإنَّ حَسَّان في مَخْدُوج حَيْثُ بَلَغَهُ قَوْل مَالِك بن هُبَيْرَة، مَشَى برَايَتِهِ إلى الأشْعَث، فرَكَزها على دَاره، ومَشَى مع حَسَّان وُجُوه قَوْمهِ، فقال الأشْعَثُ: أُتَرى هذه الرِّئَاسَةُ عَظُمَتْ على عليٍّ، والله لَهِي أَخَفّ عليَّ من زَفّ النَّعَام، ومَعَاذ اللهِ أنْ تُغَيّرَني عن حَالي. فعَرَضَ عليه عليّ أنْ يُعِيْدُها عليه، فقال الأشْعَثُ: يا أَمِير المؤمنِيْن، إنْ يكُن أوّلها شَرًّا فليس آخرها بعَارٍ، قال عليّ: لسْت بالَّذي نَتْركُكَ حتَّى تَلي، فقال الأشْعَثُ: ذلكَ إليك، قال: ثمّ إنَّ عليًّا كَتَّبَ الكَتَائِبَ، قال: وجَعَلَ على ذُهْلِ الكُوفَة حَسَّان بن مَخْدُوج الذُّهْلِيّ، فوَلَّاها حَسَّان أخاهُ الحَسَنَ بن مَخْدُوج.


(١) البيتان في كتاب وقعة صفين ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>