قال: وإنَّ حَسَّان في مَخْدُوج حَيْثُ بَلَغَهُ قَوْل مَالِك بن هُبَيْرَة، مَشَى برَايَتِهِ إلى الأشْعَث، فرَكَزها على دَاره، ومَشَى مع حَسَّان وُجُوه قَوْمهِ، فقال الأشْعَثُ: أُتَرى هذه الرِّئَاسَةُ عَظُمَتْ على عليٍّ، والله لَهِي أَخَفّ عليَّ من زَفّ النَّعَام، ومَعَاذ اللهِ أنْ تُغَيّرَني عن حَالي. فعَرَضَ عليه عليّ أنْ يُعِيْدُها عليه، فقال الأشْعَثُ: يا أَمِير المؤمنِيْن، إنْ يكُن أوّلها شَرًّا فليس آخرها بعَارٍ، قال عليّ: لسْت بالَّذي نَتْركُكَ حتَّى تَلي، فقال الأشْعَثُ: ذلكَ إليك، قال: ثمّ إنَّ عليًّا كَتَّبَ الكَتَائِبَ، قال: وجَعَلَ على ذُهْلِ الكُوفَة حَسَّان بن مَخْدُوج الذُّهْلِيّ، فوَلَّاها حَسَّان أخاهُ الحَسَنَ بن مَخْدُوج.