أخْبَرَنا أبو القَاسِم عَبْد اللّه بنُ الحُسَين بن عَبْد اللّه بن رَوَاحَة الحَمَوِيّ بحَلَب، وأبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَحمُود بن الحُسَين السَّاوِيّ بالقَاهِرَة، قالا: أنبَأنَا الحافِظُ أبو طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد بن أحْمَد السِّلَفِيّ، قال: أنْشَدَنا أبو مُحَمَّد الحَسَن بن إبراهيم بن الحَسَن التَّنُوخِيّ الحَلبِي، ببَغْدَاد في مَجْلِس أبي زكَرِيَّاء التَّبريزِيّ اللُّغَويّ، قال: أنْشَدَني الأَمِير أبو الفَتْح بن أَبي حَصِيْنَة بحَلَب لنَفْسِه من قَصِيدَة (٢): [من الطويل] كأنَّ الفَتَى يَرقَى من العُمْر سُلَّمًا … إلى أنْ يَجُوزَ الأرْبَعِين ويَنحَط قال الحافِظُ أبو طَاهِر: أبو مُحَمَّد هذا له شِعْرٌ جَيِّد، وممَّا أنْشَدَني لنفَسِه: [من الطويل] أَرَى النَّاس والدُّنْيا كَلَابًا وجِيَفةً … وفي نَهْشِها بَعْضٌ يَهِرُّ على بَعْضِ جَرَى حُبُّها بينَ المَفَاصِل منهُمُ … وقد طُبِعَتْ بالصَّدِّ منهم على البُغْضِ إذا رفعَتْ قَدْر امرئٍ ومحَلَّهُ … تَغُرُّ به حتَّى تَعُودَ إلى الخَفضِ وإنْ طَالَ عُمرُ المَرْءِ في الدَّهْرِ بُرهَةً … فلا بُدَّ أنْ تأتي المَنِيَّةُ بالعَرْضِ