حَسَنَ الصُّوِرَة، تَامّ الخِلْقَة، دَمِثَ الأخلَاق، جَمِيلَ الصُّحْبَة، صَحِيحَ المَوَدَّة، حَسَن المحاضرَة، حُلو المُحاوَرَة، كَثِيْر المَحفُوظ عند المُذَاكَرَة، وَجِيْهًا عند الَمَلِك الظَّاهِر غَازِي، خَصِيْصًا به.
رَوَى لنا عن القَاضِي مُحْيي الدِّين أبي المَعَالِي مُحَمَّد بن عليّ القُرَشِيّ، قاضي دِمَشْق، وعن أبيه القَاضِي أبي طَاهِر، وأبي زكرى يَحْيَى بن سَعْد بن ثَابِت بن المِرَاوِيّ، وعليّ بن الحَكَم الحَلبِيّ، وجَمَاعَة من شُعَرَاء عَصْره.
وسَمعَ الحَدِيْث من شُيُوخنا: قاضِي القُضَاة أبي المَحَاسِن يُوسُف بن رَاِفِع بن تميم، وأبي هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل بن عَبْد المُطَّلِب الهاشِميّ، وأبي حَفْص عمُر بن مُحَمَّد بن طَبرزَد البَغْدَاديّ، وغيرهم.
صَحِبْتُهُ حَضَرًا وسَفَرًا، وعلَّقتُ عنه فَوَائِد وأنَاشِيْد، وكان شِيْعِيّ المَذْهَب لا يقدح في أصحَاب رسُول اللّه - صَلَّى اللّهُ عليه وسلَّم -.
سَألتُه عن مَوْلدِه فقال: في ثامن عَشر شهر رَمَضَان من سَنَة ثمانٍ وسِتِّين وخَمْسِمائَة بحَلَب، وجَمَعَ تاريخًا ابتدأهُ من سَنة خمسمائة إلى أنْ تُوفِّي.
أخْبَرَنا القَاضِي أبو مُحَمَّد الحَسَن بن أبي طَاهِر بن سَعيد، قال: أخْبَرَنا القَاضِي أبو المَعَالِي مُحَمَّد بن عليّ [ … ] (a).
تُوفِّي أبو مُحَمَّد الحَسَن بن إبْراهيم بن الخَشَّاب، رَحِمَهُ اللّه، ليلَة السَّبْت الثَّامن عشر من جُمَادَى الآخرة من سَنَة ثمانٍ وأرْبَعين وستّمائة بحَلَب، ودُفِنَ ليلًا في التُّرْبَة المَعرُوفة بسَلَفه داخل مَدِينَة حَلَب بمَجَلَّة الجُرْن الأَصفَر، ودُفِنَ على وَالدِه أبي طَاهِر، وصَلَّيتُ عليهِ.
(a) لم يستكمل ابن العديم بقية الرواية، وأبقي فراغًا طويلًا لإدراج الرواية وما يتحصّل له من ترجمة الخشاب ولم يتهيأ له ذلك، ويستغرق هذا الفراغ بقية الصفحة وهو تقدير ثلثيها، وكامل التي تليها، ونصف الصفحة الثالثة.