دِمَشْق، وأُمُّهُ من بني أبي الوَقَار، ويُعْرَفُ بابن أبي الوَقَار لذلك، مَوْلدُهُ بدِمَشْق، وسَألتُه عنه فقال لي تخميْنًا: في سَنَة سَبع وسَبْعِين، أو ثَمانٍ وسَبْعِين وخَمْسِمائَة.
شَيْخ حَسَن صالح مَسْتُور، عليه سيمَاء الخَير، سَمعَ بدِمَشْق أبا سَعْد عَبْد الوَاحِد بن عليّ بن حَمُّوْيَه الجُوينَيّ، وأبا طَاهِر الخشُوعيِّ، والعِمَاد أبا عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِدٍ الأصبَهَانِيّ الكاتِبَ، وأبا تُرَاب الكَرْخِيّ البَغْدَاديّ، وذكرَ أنَّهُ سمعَ أبا المُظَفَّر أُسامَة بن مُرشِد بن مُنْقِذ.
وحدَّثَ بدِمَشْقَ والقَاهِرَة، وذكَرَ لي أنهُ دَخَلَ حَلَب مَرَّتَين، وأنَّهُ دَخَل بلاد المغرب وأقام بتُونُس مُدَّة خَمْسة عَشَر سَنة، سَمعْتُ منه شيئًا يَسِيْرًا بدِمَشْق.
أخْبَرَنا أبو طَاهِر الحَسَن بن أحْمَد بن الحَسَن التمِّيْمِيّ، قِراءَةً عليهِ وأنا أسْمعُ بدِمَشْق، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْدُ الوَاحِد بن عليّ بن محمُد بنِ حَمُّوْيَه الجُوينَيّ شَيْخِ الشُّيُوخ، قِراءَةً عليهِ بدِمَشْق وأنا أسمعُ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكر وجِيْهُ بن طَاهِر بن مُحمَّد الشَّحَّاميِّ، قال: أخْبَرَنا القَاضِي الإمَامُ أبو نَصْر مُحمَّد بنُ عليّ بن عُبَيْدِ اللّه بن أحْمَد بن وَدْعَان، قال: حَدَّثَنا أبو عَبْد اللّه الحُسين بن مُحمَّد الصَّيْرَفِيّ البَغْدَاديّ، قال: حَدَّثنا الحسين بن عِصمة الأهوازِي، قال: حَدَّثنا أبو بكر محمَّد بن بشار الأنبارِيُّ، قال: حَدَّثنا أبي، قال: حَدَّثنا أبو سَلمة مُوسَى بن إسْمَاعِيلْ المنقَري، قال: حَدَّثنا حَمَّادُ بن سَلمَة، عن ثَابِت البُنَانِيّ، عن أنسَ بن مالِك، قال (١): خَطَبَنا رسُول اللّه صَلَّى اللهُ عليه وسلمَّ على نَاقَته الجَدْعَاء، فقال: أيُها النَّاسُ، كأنَّ المَوْتَ على غيرنا كُتِب، وكأنَّ الحقَّ فيها على غيرنا وَجَب، وكأنَّ الذين نُشَيِّع من الأمْوَاتِ سفرٌ عمَّا قريبٍ إلينا رَاجعُون، نُبَوِّئُهِم أجْدَاثَهم، ونأكُلُ تراثَهُم كأنَّا مخلَّدُونَ بعدَهُم، نسيْنا كُلَّ وَاعظةٍ، وأَمِنَّا كُلّ جَائِحةٍ، طُوْبَى لمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عن عُيُوب النَّاسِ، طُوْبَى لمَن أنْفَقَ مَالًا اكْتسَبَهُ من
(١) أخرجه ابن عدي في الكامل ١: ٣٨٤، والقضاعي في مسند الشهاب ١: ٣٥٨ - ٣٥٩، كلاهما من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس.