تاللهِ ما سَارَتْ نَوَى ظَاعِنٍ … سَار من العَيْن إلى القَلْبِ
فقال أبو عليِّ: أبَتْ مَكَارِمُ مَوْلَانا أنْ تُخْلي خَادِمَهَا من فَائِدَة.
قلتُ: وذَكَرَ أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن عَبْد الله بن العبَّاس بن عَبْد الحَميْد الحَرَّانيّ في كتاب رَوْضَة الأُدَبَاء (١) أنَّ أبا عليّ دعا لعَضُد الدَّوْلَة وقال: أيَأْذن مَوْلَانا في نَقْل هذين البَيْتَيْن؟ فأذِنَ له، فاسْتَملاهما منه وكتبهما عنه.
وذَكَرَ أبو عَبْد الله أيضًا أنّ عَضُد الدَّوْلَة عَرَضَ عليه أنْ يكُون في صُحْبَتهِ، فقال: أنا من رجالِ الدُّعَاءَ لا اللِّقَاء، فخَارَ الله للمَلِك في نَهْضَته، وبارَك له في عَزِيْمتهِ، وجَعَل الفَتْح تُجاءَهُ (a) والمَلائِكَة أنْصَاره، فقال له عَضُد الدَّوْلَةِ: بارَكَ الله فِيكَ؛ فإنّي أثقُ بطَاعتكَ، وأتَيَقَّنُ صَفَاءَ طويَّتكَ.
قَرَأتُ في تاريخٍ سيَّرَهُ إليّ بعض الشِّرَاف الهاشِميِّيْن بحَلَب، جَمْعُ أبي غَالِب همَام بن الفَضْل بن المُهذَّب المَعَرِّيّ (٢)، قال: وفيها يعني سَنَة اثْنَتَيْن وسَبْعِين وثَلاثِمائة تُوفِّيَ أبو عليّ الحَسَن بن عَبْد الغَفّار الفَارسِيّ النّحْوِيِّ ببَغْدَاد.
وقَرأتُ بخَطِّ القَاضِى أبي المَحَاسِن المُفَضَّل بن مُحَمَّد بن مِسْعَرٍ النَّحْوِيِّ المَعَرِّيّ في كتابه الَّذي جَمَعَهُ في أخْبَار النَّحْوِيّين، قال: تُوفِّي - يعنى أبا عليّ - سَنَة سَبع وسَبْعين وثَلاثِمائةٍ.
(a) كذا في الأصل، وفي معجم الأدباء لياقوت ٣: ٨١٣: جعل الظفر تجاهه.