قال الحاكِم: وسَمِعْتُ أبا القَاسِم يَقُول: كُنَّا نَخْتَلفُ إلى مَجَالِس سَيْفِ الدَّوْلَةِ بالشَّام، فكاد أنْ يقَعَ في نفَسِي ما ليسَ من مَذْهَبي، فقُلْتُ:[من البسيط]
الدَّهْرُ سَاوَمني عُمْرى فقُلْتُ له … لا بعْتُ عُمْري بالدُّنْيا وما فيها
ثُمَّ اشْتراهُ تَفَارِيقًا بلا ثَمَنٍ … تَبَّتْ يدا صَفْقهٍ قد خابَ شَارِيْهَا
ذَلَّتْ صعَابُ المَعَاني لي فأدْركها … فهمي ونفسي أعْيتني مَعَانِيْها
قال: وأنْشَدَني لنَفْسِه في المحْبَرَة: [من الطويل]
له قلبُ زنْدِيق ووَجْهُ مُؤَخّدٍ … وآذَان مُرْجيءٍ وحُلْقُومُ مُجْبِرِ
أنْبأنا أبو المُظَفَّر عبد الرَّحيمِ بن أبي سَعْد عَبْد الكَرِيْم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور السَّمْعَانيّ، قال: أخْبَرَني أبي أبو سعْد، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، قال في كتاب الأنْسَاب (١): وأبو القَاسِم الحَسَنُ بن أحْمَد بن عليّ بن عِهْرَان القُهُسْتَانِيّ الأدِيْب، كان أَدِيبًا فَاضِلًا، شَاعِرًا بَارِعًا، دَخَل بلاد الشَّام، وسَمعَ بها بالمِصِّيْصَة مُحَمَّد بن عُمَر بن يَحْيَى المُقْرِئ. سَمِعَ منه الحاكِم أبو عَبْد الله الحافِظ، وذَكَرَهُ في التَّاريخ، فقال: أبو القَاسِم الأدِيب الفَقِيه الزَّاهِد، ح.