للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ومن شِعْره أيضًا يَمْدَح شَرَف الدِّين بن الأشْرَف بن الجَبَّان من قَصِيدَة أوَّلُها: [من مجزوء الرجز]

أَمَا وسحْرِ المُقَلِ … وحُسْنِ ذاكَ الكَحَلِ

ووَرْدِ خَدَّيهِ الّذي … صَاغَتْهُ أيْدِي الخَجَلِ

وما حَوَى ثَغْرُكَ مِن … ذاكَ الرَّحِيْقِ السَّلْسَلِ

لأخْدَعنَّ في هَوَا … كَ رقيةً للعُذَّلِ

أنْبَأنَا الحافِظُ أبو مُحَمَّد عبد العَظِيْم بن عَبْد القَوِيّ بن عَبْدِ الله المُنْذِريّ (١)، قال في ذِكْر مَنْ ماتَ سَنَة سَبْع عَشرة وستِّمائة في كتاب التَّكْمِلَة لوَفَيَاتِ النَّقَلَة: وفي لَيْلَةِ الثَّامن والعشرين من رَجَب تُوفِّي القَاضِي الأجَلُّ أبو عليّ الحَسَن بن أبي المَكَارِم أحْمَد بن أبي الحُسَين، المَنْعُوت بالمُوَفَّق ابن الدِّيْبَاجِيّ الكَاتِبُ، بدِمَشْق، وكان فَاضِلًا مُتأدِّبًا، وكَتَبَ الخَطّ الحَسَن، وكَتَبَ في دِيْوَانِ الإنْشَاءِ الكَامِليّ مُدَّةً، وتَوَجَّه رَسُولًا إلى الشَّرْق وعَادَ، فأدْرَكَهُ أجَلُهُ بدِمَشْق، وله شِعْرٌ، ورَأيْتُهُ ولم يَتَّفق لي السَّمَاعُ منه، وكَتَبْتُ شَيئًا من شِعْره عمَّن سَمِعَهُ منهُ.

كان قد بَلَغَني أنَّ الحَسَن بن أحْمَد الدِّيْبَاجِيّ الكَاتِب تُوفِّي بدِمَشْق في شْهر رَجَب سَنَة سَبْع عَشرة وستِّمائة، أخْبَرَني بذلك أبو السَّعَادَاتِ بن المُرَحّل، عن وَلده أبي عَبْد الله مُحَمَّد، قال: وكان المَلِك الكَامِلُ يَعْتَمد عليه في مُهمَّات الأُمُور، فحسَدَهُ على مكانَتهِ الوَزِير يَوْمئذٍ، وهو الصَّفِيّ أبو مُحَمَّد عَبْدُ الله بن عليّ بن شُكْر الدَّمِيْرِيّ، ودَسَّ إليه مَنْ سَقَاهُ سُمًّا فقَتَلَهُ في التَّاريخ.


(١) التكملة لوفيات النقلة ٣: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>