وأبو الحَسَن عليّ بن السَّنَد الشُّرُوطِيّ الفَارِقِيَّان، وعُثْمان بن عِيسَى البَلَطِيّ النَّحْوِيّ.
قَرأتُ بخَطِّ الحَسَن بن جَعْفَر ابن المتُوَكِّل على اللَّه، وأخْبَرَنَا أبو الحَسَن بن أبي عَبْد اللَّه بن المُقَيِّر إجَازَةً عنه، قال: حَدَّثَني الفَضْلُ بن سَهْل الإسْفَرَاينِيّ الحَلَبِيِّ -يعني المَعْرُوف بالأَثِيْر- قال: اجْتَمَعْتُ بابن أسَد بحَلَب، فقال لي: مَرَّ بي الوَزير المَغْرِبيّ، فوقَفَ عليَّ، وقال: نحنُ بالأشْوَاق إلى لقائكَ لِمَا يَنْتَهي إلينا من تلقائكَ، فلو زُرْتَنا لأَنْسِنا بكَ، فقُلتُ لَهُ: قد كَفَفْتُ ذَيْل مَطَامِعي ببيْتٍ قُلْتُه، فقال: وما هو؟ فأنْشَدتُهُ (١): [من الطويل]
إذا شِئْتَ أنْ تَحْيَا عَزيزًا فلا تكُن … على حالةٍ إلَّا رضيْتَ بدُوْنها
قال: فصَفَّق المَغْرِبيُّ وقال: أيُّها الشَّيْخُ، هذا بَيْتُ تِبْرٍ لا بَيْتُ شِعْرٍ!
قُلتُ: ووَجَدْتُ هذا البيتَ في بَعْض الكُتُب مَنْسُوبًا إلى شَاعِرٍ قَدِيم.
أخْبَرَنا أبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَحْمُود بن الحُسَين بالقَاهِرَة، عن الحافِظ أبي طَاهِر أحْمَد بن مُحَمَّد الأصْبَهَانِيّ، قال: أنْشَدَني أبو مَنْصُور أحْمَد بن مُحَمَّد بن طَاهِر بن نُبَاتَة، أحد الخُطَبَاء بمَيَّافَارقِين، قال: أنْشَدَنا أبو نَصر الحَسَنُ بن أسَد النَّحْوِيّ الفَارِقِيّ لنَفْسِه (٢): [من المتقارب]
أيا لَيْلَةً زارَ فيها الحَبِيْبُ … أعيدِي لنا منهُ (a) وَصْلًا وعُوْدي
فإنِّي شَهِدْتُكِ مُسْتَمتعًا بهِ … بين رَنَّةِ نايٍ وعُوْدِ
وطِيْب حَدِيثٍ كزَهْر الرِّيَاضِ … تَضَوَّعَ ما بين مسْكٍ وعُوْدِ