قَرَأتُ في كتاب الجَوَارِي لحَسَن بن إسْمَاعِيْل بن كَاسيْبَوَبه ما أوْرَدَهُ من شِعْره في جَارِيَةٍ تَتْلُو القُرْآن (١): [من الطويل]
وجَارِيَةٍ مثْل الهِلَال بها أُنْسِي … وتَرْبُو (a) على البَدْر المُنِير مع الشَّمْسِ
إذا تَلَتِ القُرآنَ أحْسَبُ أنَّنِي … أرَى الحُور تَشْدُوني به في ذُرى القُدْسِ
مُكَرَّمةٌ أَمْسَى وأَصْبَح حُبُّها … بقَلْبِي فيَوْمِي في هَوَاها كما أَمْسِي
وهَان لها قَتْلي كأنْ لَم تكُن تَلَتْ … كما النَّصُّ أنَّ النَّفْسَ تُقْتَل بالنَّفْسِ
وممَّا أوْردَ في هذا الكتاب من شِعْره في جَارِيَةٍ تَرْوي حَدِيث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم (٢): [من مجزوء الكامل]
رَوَت الحَدِيْثَ عن النَّبِيِّ … ظَرِيْفَةٌ في القَلْب تَاوِي
وأَتَتْ بما عندَ الرِّجَالِ … منَ المَحَاسِنِ والمَسَاوِي
أَخْبَار تلْدَغُنا بِمَا … تَحْوي ولَيْسَ لَهُنَّ حَاوِي
في تَارَة بالقَوْل تَجْـ … ــرَحُنا وفي الأُخْرَى تُدَاوِي
يا لَيْتَها في الوَصْل والـ … ــهِجْرَان أَنْفُسَنَا تُسَاوِي
اجْتَمَعْتُ بالقَاهِرَة يَجُلٍ اسْمُه عليّ، ذَكَرَ لي أنَّهُ وَلد القَاضِي المُؤْتَمَن، فذَكَرَ لي أنَّ أباهُ المُؤْتَمَن ماتَ بدِمَشْق في مُسْتَهَلّ شَهْر رَمَضَان من سَنَة ثمانٍ وثمانين وخَمْسِمائَة.
قال لي شَيْخُنا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ: ماتَ القَاضِي المُؤتَمَن في دَارِي هذه، وهي بالقُرْبِ من جَيْرُون في زُقَاق العَجَم.
(a) تذكرة ابن العديم: تزهو.