للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَرَاهِيَا (١)، فذَهبَ عَنِّي ما كُنت أجِدُ، فقُلتُ له: إلى مَنْ بُعثْتُ؟ قال: إلى أهلِ بَعْلَبَكَّ، قُلتُ: فهل يُوحَى إليكَ اليوم؟ قال: منذُ بُعِثَ مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم خاتم النَّبِيِّين فَلَا، قال: قُلتُ: فكم من الأنْبِياءِ في الحيَاةِ؟ قال: أربَعَةٌ، أنا والخَضِر في الأرْض، وإدْرِيسُ وعِيسى في السَّماء، قُلتُ: فهل تَلْتَقي أنتَ والخَضِر؟ قال: نعم؛ في كُلِّ عامٍ بعرَفاتٍ وبِمِنىً، قُلتُ: فما حَدِيثكُما؟ قال: يأْخُذُ من شعري (a) وآخذُ من شَعره، قُلتُ: فكم الأبْدَالُ؟ قال: هم ستُّون رَجُلًا: خمسُون ما بين عَرِيش مِصْر إلى شَاطئ الفُرَاتِ، ورَجُلَانِ بالمِصِّيْصَة، ورَجُلٌ بأَنْطاكيَة، وسَبْعَة في سائر أمْصارِ العَرَب، هُم بهم يُسْقَون الغَيْث، وبهم يُنْصَرون على العَدُوِّ، وبهم يُقيمُ اللهُ أمْرَ الدُّنْيا، حتَّى إذا أرادَ اللهُ أنْ يُهْلك الخَلْقَ كُلَّهُم أماتَهُم جميعًا.

وقد رَواهُ أبو حُذَيْفَة إسْحَاق بن بِشْرٍ، عن مُحَمَّد بن المُفَضَّل بن عَطِيَّةَ، عن دَاوُد بن يَحْيَى، عن زَيْد مَوْلَى عَوْن الطُّفَاوِيّ نَحوه، واللهُ أعْلَمُ.

قَراتُ بِخَطِّ أبي عَمْرو عُثْمان بن عَبْد اللهِ الطَّرَسُوسِيّ: حَدَّثنا مُحَمَّد بن سَعيد بن الشَّفَق، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحْمد أبو الطَّيِّب، قال: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بن مُحَمَّد بن نُوح، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن عِيْسَى، يقول: قيل لعليّ بن بَكَّار، وذُكرَ له جَزع الرُّوم، فقال: البِطِّيْخ كثيرٌ، والحلْو منهُ قليلٌ، كُنَّا في هذا الحِصْن - يعني حِصْن المِصِّيْصَة - أرْبَعمائة فتَىً، إذا أقْلبنا (b) حَوافر خُيُولنا لنُنْعِلهَا للغَزْوِ اضْطَربت رُكَبُ بَطَارِقَة القُسْطَنْطِينِيَّة.


(a) كذا قيدها بالفتح في الأصل وفي كتاب الديباج لابن سنين.
(b) كتب ابن العديم في الهامش إزاءه: صوابه. قلبنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>