للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاضِي القُضَاة أبي المَحَاسِنِ يُوسُف بن رَافِع بن تَمِيْم، وأبي هاشِم عَبْد المُطَّلِب بن الفَضْل الهاشِميّ، وأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن عَبْد اللَّه بن عُلْوَان، وأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّطِيْف بن يُوسُف البَغْدَاديّ، وغيرهم، وكان يُوَرِّقُ حَسَنًا، ويَنْظِم شِعْرًا لا بَأْسَ بهِ.

كَتَبَ عنهُ أبو مُحَمَّد عبد الرَّحْمن بن أبي الغَرِيْب عَبْد اللَّه بن عليّ التِّمِيْمِيّ المَوْصِلِيِّ شَيئًا من شِعْره، وكان يَحْضُر معنا كَثِيْرًا، ولم أسْمَعْ منه شَيئًا من شِعْره، لكنَّه كَتَبَ إليَّ أبْيَاتًا من شِعْره، قرأتها بخَطِّه يَسْتَعير منِّي كتاب المُذَيَّل لأبي سَعْد السَّمْعَانيّ، وهي: [من الخفيف]

أيُّها السَّيِّدُ الإمَام فُلَان الـ … ـــدّيْن يا ذَا الإنْعَام والإحْسَانِ

والّذي نالَ مِن مَعَاني المَعَالِي … أشْرَفَ الذِّكر بالسَّجَايا الحِسَانِ

والّذي فَضْلُهُ المُفَضَّل أَسْمَى … في سَمَاءَ السَّنَاءِ مِن كَيْوَانِ

والّذي أيَّد الإلَهُ بهِ مَذْ … هَبَ فَخْرِ الأئمَّةِ النُّعْمانِ

والّذي لو رآهُ نَجْلُ هِلَالٍ … كانَ في بابهِ منَ الغِلْمَانِ

والّذي ليسَ مِثْلُهُ في البَرَايا … في جَميْعِ الأوْقَاتِ والأزْمَان

في عَلاءٍ سَامٍ وفَهْمِ عُلُومٍ … مُشْكلاتٍ عَصَتْ على الأذْهَانِ

عَبْدُ نعْمائكَ العَمِيْمَةِ يُنْهِي … ما بِهِ من مُذَيَّل السَّمْعَاني

من غَرَامِ وَافٍ وشَوْقٍ شَدِيْدٍ … وارْتِياحٍ إليهِ مُنْذُ زَمَانِ

وإلى ما حَوَاهُ جَرْحًا وعَدْلًا … عن رُوَاةِ الحَدِيْثِ بالإتْقَان

وإلى ما حَوَاهُ من سِيَر النَّا … سِ وما فيهِ من لِطَافِ المَعَانِي

فلَعَلَّ الآراءَ زِيْدَتْ عُلُوًّا … وَجَلالًا ينْمي بلا نُقْصَانِ

يُسْعِفُ العَبْدَ منهُ جُزْءًا فُجُزْءًا … كُلّما مَرَّ أوُّلٌ جَاءَ ثَانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>