فلمَّا أصْبَح الأَمِيرُ ابن طُوْلُون، أتَى المَسْجِدَ لزيَارتنا، وطَلَبنا وأحَسَّ بخُرُوجِنا، أمرَ بابْتياعِ تلك المَحَلَّة بأسْرها ووَقَفها على ذلك المَسْجد وعلى مَن يَنْزل به من الغُرَبَاءِ وأهَل الفَضْل وطَلَبةِ العِلْم؛ نَفَقَةً لهم حتَّى لا تَخْتَلّ أُمُورهم، ولا يُصِيْبُهِم من الخَلَل ما أصَابنا، وذلك كُلّه بقُوَّة الدِّين وصَفْوَة الاعْتِقَادِ، واللَّه سُبْحَانهُ وَلي التَّوْفِيق.
قال الحافِظُ أبو القَاسِم (١): كان في الأصْل في المواضع كُلّها: طُوْلُون، والصَّوَاب: ابن طُوْلُون.
أنْبَأنَا أبو بَكْر بن عُمَر وعَبْد الرَّحمن بن عُمَر، قالا: أخْبَرَنا أبو الخَيْر القَزْوِينيّ، قال: أخْبَرَنا زَاهِر بن طَاهِر أنَّ أبَوَي عُثْمان الصَّابُونِيّ والبَحِيْرِيّ، وأبَوَي بَكْر البَيْهَقِيّ والحِيْرِيّ كَتَبُوا إليه، قالوا: أخْبَرَنا أبو عَبْد اللَّه الحافظ، قال: سَمِعْتُ إسْحَاق بن سَعْد بن الحَسَن بن سُفْيان بنَسَا يَقُول: تُوفِّي جَدِّي أَبو العبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُ سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثِمائة.
أخْبَرَنا أبو الوَحْشِ بن نَسِيم في كتابهِ، قال: أخْبَرَنا الحافِظ أبو القَاسِم (٢)، قال: أنْبَأنَا أبو سَعْد مُحَمَّد بن مُحَمَّد، وأبو عليّ الحَسَن بن أحمد، وأبو القَاسِم غَانِم بن عُبَيْد اللَّه، ثمّ أخْبَرَنا أبو المَعَالِي عَبْدُ اللَّه بن أحْمَد بن مُحَمَّد (a) البَزَّاز، قال: أخْبَرَنا أبو عليِّ الحَسَن بن أحْمَد، قالوا: أخْبَرَنا أبو نُعَيْم، قال: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد بن جَعْفر يَقُول: وفيها -يعني سَنَة ثَلاثٍ وثَلاثِمائة- ماتَ الحَسَنُ بن سُفْيان النَّسَائِيّ.
(a) في تاريخ ابن عساكر: عبد اللَّه بن محمد بن أحمد، ويأتي في مواضع عديدة أخرى من تاريخه بما يوافق المثبت.