للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيف لو رَأى هذا مُعايَنةً؟! وكان أبو نُوَاسٍ في هذا الوَقْت قد مات.

قال أبو بَكْر الخَطِيْبُ (١): وقيل إنَّ الحَسَن نَثَرَ على المَأْمُون ألفَ حَبَّةِ جَوْهَر، وأشْعَل بينَ يَدَيْهِ شَمْعَةَ عَنْبَر (a) وزنُها مائة رِطْل، ونَثَر على القُوَّاد رِقَاعًا فيها أسْماء ضِيَاعٍ، فَمنْ وَقَعَتْ بيَده رُقْعَةٌ، أَشْهَد له الحَسَنُ بالضَّيْعَة الّتي فيها، وأنْفَق الحَسَنُ في وَلِيْمَتِهِ أرْبَعةُ آلافِ ألف دِيْنار، وكان يُجْري مُدَّةَ إقامة المَأْمُون عنده على ستَّة وثَلاثين ألف مَلَّاح، ولمَّا أرادَ المَأْمُون أنْ يُصَاعِدَ، أمَرَ له بألْف ألف دِيْنار، وأَقْطَعَهُ مَدِينَة الصِّلْح. وعاشَ الحَسَنُ إلى أيَّام جَعْفَر المُتَوَكِّل.

أخْبَرَنا أبو الفَضْل ذَاكِرُ بن إسْحَاق، قال: أخْبَرَنا أبو سَهْل عَبْد السَّلام بن أبي الفَرَج، قال: أخْبَرَنا شَهْرَدَار بن شِيْرَوُيه، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر أحْمَد بن عُمَر البَيِّع، قال: أخْبَرَنا أبو غَانِم حُمَيْد بن المَأْمُون، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر أحْمَد بن عبد الرَّحمْن الشِّيْرَازيّ، قال في كتاب الألْقَاب: ذو الرِّيَاسَتَيْن الحَسَن بن سَهْل، سَمِعْتُ أبا إسْحَاق إبْراهيم بن أحْمَد المُسْتَمْلِيّ يقُول: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه عبد الرَّحْمن بن مُحَمَّد الحُدَّانِيّ، قال: سَمِعْتُ مُحَمَّد بن جَعْفَر الكَرَابِيْسِيّ، قال: سَمِعْتُ أبا العَلَاء يقُول: سَمِعْتُ ذو الرِّيَاسَتَيْن يقول: ما أُحِبُّ أنْ يكُون لي بدَل تجاربي شَبَابي.

وبإسْنَادِه قال: وسَمِعْتُ ذو الرِّيَاسَتَيْن يَقُول: ما اسْتَقْصَيْتُ في أمْرٍ قَطُّ إلَّا أبْداني منه مَكْرُوهٌ.

هكذا قال أبو بَكْر الشِّيْرَازيّ: ذو الرِّيَاسَتَيْن الحَسَن بن سَهْل، وكَذَا قال وُرَبْزَة بن مُحَمَّد الغَسَّانِيّ: أخْبَرَنا الحَسَنُ بن سَهْل ذو الرِّيَاستَيْن، وسَيَأتي ذِكْرُ ذلك (٢)، والمَعْرُوف بذي الرِّيَاسَتَيْن الفَضْل بن سَهْل أخو الحَسَن، ويُحْتَمل أَنَّهُ لُقِّبَ بذلك حين تَوَلَّى الوِزَارَة بعدَ مَوْت أخيهِ الفَضْل، واللَّهُ أعْلَمُ.


(a) الأصل: عنبتر!.

<<  <  ج: ص:  >  >>