أنْبَأنَا أبو المَحَاسِن سُليْمان بن الفَضْل بن سُلَيمان، قال: أخْبَرَنا الحافِظُ أبو القَاسِم عليّ بن الحَسَن الدِّمَشقيّ (١)، قال: الحَسَنُ بن عَبْدِ اللَّه بن أحْمَد بن عَبْد الجَبَّار بن أبي حَصِيْنَة، أبو الفَتْح السُّلَمِيّ المَعَرِّيّ الشَّاعِرُ ذَكَرَ لنا أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّدُ بن المُحَسِّن بن المِلْحِيُّ أنَّهُ قَدِمَ دِمشْق، وله في وَصْفها أبياتٌ من قَصِيْدَة ذَكَرَها ابنُ ابنهِ أبو المُظَفَّر نَصْر بن مَنْصُور بن الحَسَن بدِمَشْق عنه، منها (٢): [من الكامل]
لو أنَّ دَارًا أخْبَرَتْ عن نَاسِها … لسَأَلْتُ رَامَةَ عن ظِبَاءَ كِنَاسِها
بل كَيْفَ تَسْألُ دِمْنَةً ما عِنْدَها … عِلْمٌ بوَحْشَتِها ولا إينَاسِها
مَمْحُوُّة العَرَصَات يَشْغَلُها البِلَى … عن سَاحِبَات الرَّبْطِ فَوْق دهَاسِها
بِيْضٌ إذا انْضَاِع النَّسِيمُ من الصَّبَا … خِلْنَاهُ ما يَنْضَاعُ من أَنْفَاسِها
يا صَاحِبَيَّ سَقَى مَنَازِلَ جِلَّقٍ … غَيْثٌ يُرَوِّي مُمْحِلَات طِسَاسِها
فرِوَاقَ جَامِعها فبابَ بَرِيْدهًا … فَمسَارِبَ (a) القَنَوات من بَانَاسِها
فلقَدْ قَطَعْتُ بها زَمانًا للصِّبَا … واللَّهْو مُحْضَرًا كخُضْرَة آسِهَا
قَبْلَ النَّوَى وسِهَامُهُ مَشْغُولةُ … الأفْوَاق لم تَبْلغُ إلى بِرْجاسِها
مَن لي برَدِّ شَبِيْبةٍ قَضَّيْتُها … فيها وفي حِمْصٍ وفي مِيْمَاسِها
قَرأتُ بخَطِّ مُؤَيَّد الدَّوْلَة أُسامَة بن مُرْشِد بن عليّ بن مُنْقِذ، وأنْبَأنَا به أبو الحَسَن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عليّ عنه، قال: الَأمِيرُ أبو الفَتْح بن أبي حَصِيْنَة، هو الحَسَنُ بن عَبْد اللَّهِ بن أحْمَد بن عبد الجبَّار بن أَبي حَصِيْنَة، وهو غَزِير القَرِيْحَة،