للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَظَمْتُ لكَ الدُّرَّ الّذي ليسَ مثْلُهُ … وأنْتَ الّذي ما في المُلُوك له مِثْلُ

بلَوْتَ القَوَافي عندَ مَنْ لَوْ بَلَوْتَهُ … بغير القَوَافي لابْتَهَجْتَ (١) بما تَبْلُو

ولمَّا تَخَيَّرْتُ المَدِيْحَ أو الكَرَى … حَلَا في فَمِي مثل الرُّقَادِ الّذي يَحْلُو

وكادَتْ قَوَافي الشِّعْر لمَّا دَعَوْتُها … إليكَ تُوَافي قَبْلَ أَنْ وَافَت الرُّسُلُ

لك الفَضْلُ لا للغَيْثِ إنَّكَ دَائِمٌ … وما دَامَ سَحٌّ للغُيُوث ولا هَطْلُ

وَهَبْتَ لغَالِي المَدْحَ (a) مَالَكَ كُلَّهُ … كأنَّكَ لا يَغْلُو عليكَ الّذي يَغْلُو

وأنْتَ الّذي لولَاكَ لم يُعْرَف النَّدَى … وأنتَ الّذي لوْلَاك لَم يُعْرَفُ (٢) العَدْلُ

وهذه هي القَصِيدَةُ الثَّانيةُ من القَصَائِد الأرْبعَ (٣): [من البسيط]

عُوْجًا نُحَيِّ رُبُوعًا غيرَ أدْرَاسِ … بَيْن اللَّوَى وهِضَاب الأَرْعَنِ الرَّاسِي

إلى الأبَارِقِ حيثُ العيْنُ رَاتِعَةٌ … من الِحَمى بينَ أَنْقَاءٍ وأدْهَاسِ

سَقَى الدِّيَارَ بحيْثُ الخَبْتُ من هَجْرٍ … شؤْبُوبُ كُلِّ مُلِثِّ الوَبْل رَجَاسِ

دِيَار نَاسٍ صَحِبْناهُم بها زَمَنًا … يا حَبَّذا ناسُ تلكَ الدَّار من نَاسِ

إنْ أَوْحَشُوني فما أَنْسىِ بقُرْبهم … أُنْسِي فأَمزُجُ إيْحَاشِي بإينَاسِي

يا صَاحِبَيَّ أَبَرْقٌ لاحَ مُبْتَسِمًا … من دُون شَمَّاءَ (b) أم مَشْكَاةُ نِبْرَاسِ

أم نَحْنُ لمَّا جَعَلْنا قَصْدَنا حَلَبًا … بَدَا لنا النُّور من وَجْهِ ابنِ مِرْدَاس

مُتَوَّجٌ من بَني الشَّدَّادِ قد جُمِعَتْ … فيهِ المَحَامِدُ من جُوْدٍ ومن نَاسِ

مَنْ فَتَّشَ النَّاسَ من بَدْوٍ ومن حَضَرٍ … لم يَلْقَ مثْلَ أبي العُلْوَان في النَّاسِ

مُرَدَّدٌ في أُصُولٍ غير ذَاوِيَةٍ … من النَّدَى بينِ مِرْدَاس ومَيَّاسِ

ما زلْتُ أُفْرغُ في أوْصَافِهِ هِمَمي … دَهْرًا وأُتْعِبُ أقْلَامي وقِرْطَاسِي


(a) الديوان: الحمد.
(b) الديوان: تيماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>