للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَجِيَّةٌ من كَرِيْم الخِيْمِ مَنْصِبُهُ … مُرَكّبٌ في كِرَامٍ غَير بُخَّالِ

أبْطَالُ حَرْبٍ وإنْ حَاوَلْتَ فَضْلَهُمُ … في السِّلْم ألفَيْتَ منهم غيرَ أبْطَالِ

أَمْحَلْتُ قِدْمًا فما زالَتْ غَمَائِمُهُم … تَجُودُ مَغْنَايَ حتَّى زَال إمْحَالي

واللَّهُ يَكْلَؤُهُم ممَّا أُحَاذِرُهُ … إنَّ المُهَيْمنَ نِعْمَ الحافِظُ الكَالِي

وهذه هي القَصِيدَةُ الرَّابعةُ ممَّا عَمِلَهُ في تلك اللَّيْلة، وأنْشَدَها معَهُنَّ بحَضْرتِه في ذلك اليَوْم (١): [من الرجز]

هَلْ تَعْرفُ الرَّبْعَ الّذي تَنَكَّرَا … بين المَوَاعِيْسِ إلى وَادِي القُرَى

إلى الشَّرَى يا حَبَّذا ذاكَ الشَّرَى … حَيْثُ تَرَى منْهُ الكَثِيْبَ الأعْفَرَا

مُعَمَّمًا بنَورِهِ مُؤَزَّرًا … يفْشِي (a) نَسِيمَ الرِّيح ذاكَ العَبْهَرَا

والرَّنْد فَيَّاحَ الشَّذَا والعَرْعَرا … حتَّى تَسُوْفَ بالوِهَادِ والذُّرَى

عُوْدًا قُمَارِيًّا ومِسْكًا أذْفَرًا … مَنَازِلًا ذَكَّرْنَ مَنْ تَذَكَّرَا

عَيْشًا هَنِيْئًا وزَمَانًا أنْضَرَا … يا صَاحِبَيَّ غلِّسًا أو هَجِّرَا

وقَبِّلَا العِيْسَ المَخُوفَ الأغْبَرَا (b) … طَلَائِحًا تَنْفُخُ في صُفْرِ البُرَى

كأنَّها من الوَجِيْفِ والسُّرَى … قِسِيُّ رَامٍ أو جَرِيْدٌ حُسِّرَا

قَلائِصًا باتَتْ لُغُوبًا حُسَّرًا … يَكْتُبْنَ بالأيْدِي على وَجْهِ الثَّرَى

من الذَّمِيْل أَحْرُفًا وأَسْطُرًا … قُلْنا لها والنَّجْم قد تَغَوَّرَا

والصُّبْحُ قد أَسْفَرَ أو ما أَسْفَرَا … وهي من الإدْلَاج تَخْفَى أنْ تُرَى

يا عِيْسُ أُميِّ المَلِكَ المُؤَمَّرَا … وانْتَجِعي ذَاكَ الجَنَابَ الأخْضَرَا

فإنْ أزَرْنَاكِ المُعِزَّ الأزْهَرَا … فما تَرَيْنَ نَصَبًا ولا نَرَى


(a) الديوان: يَغْشى.
(b) الديوان: الأكدرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>