للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابنُ مَاكُولا في مَوضع آخر من الكتاب المَذْكُور (١): أمَّا نِظَام المُلْك فهو نِظَام المُلْك، قِوَام الدِّين، غِيَاثُ الدَّوْلَة، وزَيْن (a) الوُزَرَاءِ، أبو عليّ الحَسَنُ بن عليّ بن إسْحَاق، وُلدَ بطُوس، وسَمِعَ الكَثِيْر، وحدَّث بمَرْو، ونَيْسَابُور، والرَّيّ، وأصْبَهَان، وبَغْدَاد، وجميع بِلَادِ خُرَاسَان، وبلاد أَرَّان؛ وهي: جَنْزَة، وبَرْذَعَة، وبَيْلَقان، وسَائر البِلَادِ.

أخْبَرَنا أبو هَاشِم عَبْدُ المُطَّلِب بن الفَضْل، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد عَبْد الكَريم بن أبي بَكْر السّمْعَانيّ (٢)، قال: الحَسَنُ بن عليّ بن إسْحَاق بن العبَّاس الطُّوْسيّ، أبو عليّ الوَزِير نِظَام الملك، العَالَمُ العَادِلُ، كَعْبَةُ المَجْد، ومَنْبَعُ الجُوْد، ومَعْدِن الكَرَم والأفْضَال، ذو القَلَم الماضي، واللِّسَان القَاضِي، والمَعْدَلَة والأمَانَة، والصَّلَاح والدِّيانَة.

وكان صَاحِبَ أنَاةٍ وحِلْم، ووَقَار، وصَفْحٍ، وصَمْت، وكان مَجْلِسُه عَامِرًا بالقُرَّاءِ والفُقَهَاء، وأئمَّة المُسْلمِيْن وأعْلَام الدِّين، وأهْل الخَيْر والسّتْر والصَّلَاح. وصَارَ مثْل الكَعْبَةِ؛ يَقصِدُه كُلّ أحدٍ من الأقْطَار. وأمَرَ ببنَاءِ المَدَارِس في الأمْصَار، ورَغَّبَ في العِلْم كُلَّ أحدٍ.

سَمِعَ الحَدِث الكَثِيْرَ، وأمْلَى في البِلَادِ، وحَضَرِ مَجْلسه أكْثَرُ الحُفَّاظ والمُحَدِّثِيْن، ورَغِبُوا في السَّمَاعَ منه لعُلوِ رُتْبَتِهِ، وارْتِفَاعَ دَرجَتِهِ.

وأمَّا ابْتداءُ حَالتهِ: فإنَّهُ كان من أوْلادِ الدَّهَاقِيْن، وأرْبَاب الضِّيَاعَ بناحية بيْهَق، وقَصَبة الرَّاذَكَان (٣) من نَوَاحِي طُوْس، قيل إنَّهُ نُفي عن وَالدِته رَضِيعًا،


(a) ابن ماكولا: وزير.

<<  <  ج: ص:  >  >>