للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا عِبَادِي، كُلُّكُمُ عَارٍ إلَّا مَنْ كَسَوْتُه، فاستَكْسُوني أَكْسِكُم.

يا عِبَادِي، لو أنَّ أوَّلَكُم وآخرَكُم، وإنْسِكُم وجِنِّكُمُ، كانُوا على أفْجَرِ قلبِ رَجُلٍ منكم لَم يَنْقُص ذلك مِنْ مُلْكي شَيْئًا.

يا عِبَادِي، لو أَنَّ أوَّلكُم وآخرَكُم، وإنسِكُم وجِنِّكُمُ، كانُوا على أتْقَى قَلْب رَجُل منكم لَم يَزد ذلك في مُلْكي شَيئًا.

يا عِبَادِي، لو أَنَّ أوَّلكُم وآخرَكُم، وإنسِكُم وجِنِّكُمُ، كانُوا في صَعِيْدٍ واحدةٍ، فسَألُوني، فأعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَان منهم ما سَأل، لَم ينقُص ذلك من مُلْكِي شيئًا إلّا كما ينقُصُ المخْيَطُ غَمسَةً. وقال ابنُ شَوَّاش فيه: غَمْسَةً واحدةً.

يِا عِبَادِي، إنَّما هي أعمَالُكُم أحْفَظُها عليكم، فَمَن وَجَد خَيْرًا فليَحْمدَ اللَّه، ومَنْ وجَدَ غير ذلك فلا يلُومنَّ إلَّا نَفْسَهُ.

قال أبو مُسْهر: قال سَعِيد بن عَبْدِ العَزيز: كان أبو إدْرِيسْ الخولَانيُّ إذا حَدَّثَ بهذا الحَدِث جَثَا على رُكْبَتَيْه.

أنبأَنا أبو نَصْر مُحَمَّد بن هِبَةِ اللَّهِ بن الشِّيْرَازيّ، قال: أخْبَرَنا الحافظُ أبو القاسِم الدِّمَشْقيّ (١)، قال: الحَسَنُ بن عليّ بن الحَسَن بن شَوَّاشِ، أبو عليّ الكَتَّانِيّ المُقْرئ المُعَدَّلُ، أصْلُهُ من أَرْتَاح، مَدِينَة من أعمَال حَلَب، وتَولّى الإشْرَاف على وُقُوف جَامع دِمَشْق.

حَدَّثَ عن الفَضْل بن جَعْفَر، ويُوسُفَ بن القَاسِم المَيَانِجِيّ، وإسمَاعيْل بن القَاسِم بن إسمَاعيْل، وأبي سُلَيمان بن زبْرٍ، وأبي العَبَّاس أحْمد بن مُحَمَّد بن عليّ بن هَارُون البَردَعي.


(١) تاريخ ابن عساكر ١٣: ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>