الله بن أحمد بن أبي جَرَادَة، وصَنَّفَ لجدِّ جَدِّي كتَابًا مُفِيْدًا في القِرَاءَاتِ السَّبْعَة، سمَّاهُ بالتَّهْذِيْب، وكَتَبَهُ له بخَطِّه، وهو الآن عندي. وقرأ عليه النَّحْو أبو الفَرَج سَعيد بن عليّ بن مُحَمَّد بن السَّلَّالِيّ بحَلَب في سَنَة ثَمانٍ وثَلاثين وأرْبَعِمائة، فقد تُوفِّي بعد ذلك.
وأخْبَرَنا بكتابه المُسَمَّى بالتهْذِيْب شَيْخُنا أبو اليُمْن الكِنْدِيّ في الإجَازَة، قال: كَتَبَ إليْنا أبو الحسَن عليّ بن عَبْد الله بن أبي جَرَادَة، قال: أخْبَرَنا أبي أبو المَجْد عَبْد الله، قال: أخْبَرَنا أبو عَبْد الله القِنَّسْرِيْنيُّ.
أخْبَرَنا عَبْدُ الوَاحِد بن عَبْد الله ابن عَمِّي عبد الصَّمَد، قال: سَمِعْتُ جدِّي عبْد الصَّمَد بن عَبْد الله، ح.
قال عَبْدُ الَواحِد: وسَمِعْتُ أبا الفَتْح يَحْيَى ابن عَمّ أبي أبي غَانِم مُحَمَّد بن هِبَة الله، قال: سَمِعْتُ أبي أبا غَانِم، قالا: كان القَاضِي أبو الفَضْل هِبَة الله بن أحْمَد يقرأ على الشَّيْخ أبي عَبْد الله القِنَّسْرِيْنيِّ، فَمضَى إلى مَنْزِله ليلَةً ليقرأ عليه وكانت ليلَةً مَطِيْرَةً، فصَادَف الشَّيْخ أبا عَبْد الله يقرأ القُرآن، وكان يَقْرأ قِراءةً طَيِّبةً، فوَقَف بالباب يسمع قِرَاءته ويلتَذّ بحُسْن قراءته وطِيْب صَوْته، والمَطَر ينزلُ على رَأسِه، ولم يَرَ أنْ يقطَع عليه قراءته حتَّى مَضَى أكْثَر اللَّيْل، وسَكَت أبو عَبْد الله، فطَرَق الباب، ففَتَح له، فرآهُ مُبْتَلّ الثِّيَاب، فسَأله عن حاله، فأخْبَرهُ بالصُّورَة، فعَظُم ذلك عليه، وقال له: كُنْتَ دَخَلت عليَّ وكُنْتُ أقْرأ لك إلى الصَّبَاح.
قال عَمَّاي: وسَافرَ أبو عَبْد الله القِنَّسْرِيْنيِّ إلى العِرَاق، فَحضَر بعض شُيُوخ القُرَّاء ببَغْدَادَ وأصْحابهُ يقرأون عليه، فَجَلَس في أُخْرَيَات النَّاس، فحينَ رَأوْه إزْدَروه واسْتَبْشَعُوا زِيَّهُ، وأبو عَبْد الله سَاكِتٌ، فلمَّا فَرَغ أصْحَابه تقدَّم أبو عَبْد