للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليّ الحُسينُ بن عليّ بن الحُسَين بن عليّ المَرْوَزيّ بحَلَب، قال: حَدَّثَنَا أبو حَامِد مَحْمُود بن وَالَان، قال: حَدَّثَنَا عليّ بن حُجْر بن إِيَاس السَّعْدِيّ، قال: حَدَّثَنَا يُوسف بن زِيَاد، قال: أخْبَرَنا عَبْدُ الرَّحْمن بن زِيَاد بن أَنْعُم، عن الأعْرَج؛ عن أبي هُرَيرة، قال (١): خُضْتُ مع رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم السُّوْق، فقَعَدَ على البَزَّازين، فاشْترَى سرَاويْلًا بأرْبَعة دَرَاهِم. قال: وكان لأهْلِ السُّوق رَجُل يَزِنُ بينهم الدَّرَاهِم، يقال له فُلَان الوَزَّانُ، فجيءَ به ليَزِنَ ثَمَن السَّرَاويْل، فقال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اتَّزِنْ وأَرْجِح. فقال الرَّجُلُ: إنَّ هذا القَوْل ما سَمِعْتُه من أحدٍ من النَّاسِ، فَمن هذا الرَّجُل؟ قال أبو هُرَيْرَة: قُلْتُ: حَسْبُكَ من الزَّهَقِ والجفَاء في جَنْبِكَ أنْ لا تَعْرِف نَبِيّكَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال الرَّجُل: أهذا رسُول الله؟ وألقى المِيْزَانَ ووَثَبَ إلى يَدِ رسُول الله يأخُذُها ليُقَبّلَها، فجَذَبها رسُول اللهِ، وقال: مَهْ! إنَّما يفعَل هذه الأعَاجِم بمُلُوكِها، فإنِّي لسْتُ بمَلِكٍ إنَّما أنا رَجُلٌ منكم، ثُمَّ جَلَسَ فاتَّزنَ الدَّرَاهِم وأرْجَحَ كم أمرَهُ رسُول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلمَّا انْصَرَفْنا تناوَلْتُ السَّرَاويْل من رسُول اللّهِ لأحْملَها فَمنَعَني، وقال: صَاحِبُ الشَّيء أحَقُّ بحَمْلِهِ إلَّا أنْ يكُون ضَعِيْفًا يَعْجز فيُعِيْنُهُ أخُوه المُسْلمِ، قُلتُ: يا رسُول اللهِ، وإنَّكَ لتلبَسُ السِّرَاوْيل؟ قال: نعم باللَّيْلِ والنَّهَار، في السَّفَر والحَضَرِ.

قال يُوسُفُ: وشَكَكْتُ في قَوْلي: ومع أهْلي فإنِّي أُمْرت بالتَّسَتُّر فلم أجِدْ ثَوْبًا اسْتَرَ من السَّرَاويْل.


(١) الهيثمي: مجمع الزوائد ٥: ١٢١ - ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>