للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقَرأتُ بخَطِّ الحافِظ أبي طَاهِر أنّه نَقَل من خَطِّ عَبْد الحَمْيد ابنهِ على ظَهْر الجُزء الأوَّل من رَسَائِل الوَزِير ابنهِ: الجُزء الأوَّل من رَسَائِل أبي القَاسِم الحُسَين بن عليّ بن الحُسَين بن عليّ بن مُحَمَد بن يُوسُف بن بَحْر بن بَهْرَام بن المَرْزُبَان بن مَاهَان بن مَادَان بن سَاسَان بن الحَرُوْن بن فلاش (a) بن جَامَاسف بن فَيْرُوز بن يَزْدَجِرْد بن بَهْرَام جُوْر، وكَتَب عَبْد الحَمْيد.

وأبو القَاسِم هذا هو الوَزِبر المُلَقَّب بالكَامِل ذي الجَلَالَتَين، وُلد بحَلَب في سَنَة سَبْعِين وثَلاثِمائة، وكان أبُوهُ وجَده من كُتَّاب الأَمِير سَيْف الدَّوْلةَ، وحَصَل بعدَ مَوْت سَيْف الدَّوْلةَ بين أبيه وبين سَعْد الدَّولَة أبي المَعَالِي شَرِيْف نَبْوَةٌ أوْجَبت انْفصَاله عنه، فعَوَّق أبو المَعَالِي أبا القَاسِم بحَلَب مع جَمَاعَة من أهْله، ثمّ سار أبُوه بعد ذلك إلى مِصْر، وانْتَقَل أبو القَاسِم بعدَهُ، وقَتَلَ الحاكِمُ أباهُ وإخْوَتَهُ فهَرَبَ أبو القَاسِم وتَوَجَّه إلى العِرَاق، وتقلَّد وِزَارَة مُشَرِّف الدَّوْلةَ أبي عليّ ابن عَضُد الدَّوْلَة بن بُوَيْه في سَنَة خَمْس عَشرة وأرْبَعِمائة، وأقام في وزَارَته شُهُورًا، وفَارَقهُ وانْتَقَل إلى وِزَارَة الأَمير أبي المنَيع قِرْوَاش بن المُقَلَّدِ أمير بنى عُقَيْل، ثُمَّ وَزَر لنَصْر الدَّولةِ ابن مَرْوَان صَاحِب مَيَّافَارقِين ودِيَار بَكْر.

وكان الوَزِير أَدِيْبًا فَاضِلًا، عَارِفًا باللُّغَةِ والنَّحْو، فَصِيحًا، حَسَنَ النَّطم والنَّثْر، عَارِفًا بالحِسَاب، ولهُ كتابٌ في تَفْسِير القُرْآن (١)، أحْسَن فيه على اخْتِصَاره، واخْتَصرَ كتاب إصْلَاح المَنْطِق فأجادَ في ذلك، وعَرَضهُ على أبي العَلَاء أحْمَد بن عَبْد الله بن سُليَمان، فاستجادَهُ وأثْنَى عليه، وكَتَبَ إليه في ذلك الرِّسَالَة الإغْرِيْضِيَّة


(a) الأصل: فلاس.

<<  <  ج: ص:  >  >>