غُرُوبها، يَحْشُر اللهُ منها يومَ القِيامَة اثني عَشر ألف زُمْرَةِ، في كُلِّ زُمْرَة مائة ألف شهيد، لا يزالونَ على الحَقِّ، والحَقّ معَهُم، آخر عِصَابةٍ منْهُم تُقَاتل الدَّجَّال.
قال ابن مُنَبِّه: يا طُوْبَى لأهْلِ تلك المَدِينَة؛ هُم أولياءُ اللهِ وأحبَّاؤه.
ومن خَطِّه أيضًا: حدَّثَنَا عَدِيّ بن أحمَد بن عَبْد البَاقِي أبو عُمَيْر، قال: حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بن عَبْد البَاقِي أبو القَاسِم، قال: حَدَّثَنَا يُوسُف بن بَحْر، قال: حَدَّثَنَا سَعيدُ بنِ هِشَامٍ الفَيُّومِيّ، قال: حَدَّثَنَا هِشَام بن مَوْدُود، قال: سَمِعْتُ وَهْبَ بن مُنَبِّه يقول: تُبْنَى مَدِينَةٌ من وراءِ نَهْرٍ من أَنْهار الجَنَّة، يَنْظُرُ اللهُ في كُلِّ يَوم إلى تلكَ المَدِينَة سَبْعِين مرَّةً، يدرُّ عليهم من بِرِّهِ وحَنَانهِ، وهو أَرْوَفُ بهم من الوالدة بوَلدهَا.
قال سَعيدُ بن هِشَام: سَمِعْتُ هِشَام في مَوْدُود يقول: هي طَرَسُوس.
ونَقَلْتُ من خَطِّه: حَدَّثَنَا أبو عُمَيْر عَديّ بن أحْمَد الأَذَنِيّ بطَرَسُوس، إملاءً في داره يَوْم السَّبْت غُرَّة ذي القَعْدَة سنة ستٍّ وثلاثين وثَلاثِمائة، حَدَّثَنَا عَمِّي أبو القَاسِم يَحْيَى بن عَبْد البَاقِي، حَدَّثَني أبو القَاسِم يُوسُف بن بَحْر السَّاحِلِيّ، قال: حَدَّثَنَا جُنَادَة بن مَرْوَان بن الحَكَم الأزْدِيّ، قال: حَدَّثَني الهَيثَم بن حُمَيْد الكِنْدِيّ، عن الحَكَم بن عَمْرو الرُّعَيْنِيّ، عن كَعْب الأحْبَار، قال: إنَّ طَرَسُوس خَرَجَت إلى رَبِّها عَزَّ وجلَّ من وَحْشَتها، وبَكَت إليه من خَرَابها، فأَوْحَى اللهُ عَزَّ وجلَّ إليها: أيَّتُها الصَّارِخَةُ إليَّ، أنا أذنْتُ لخَرابكِ، وأَذنْتُ لعُمْرَانكِ، وأُنْزل عليكِ من بركاتِ سَمَائي، لأُطَهِّرَكِ من دنَس الأرْجاس الأَنْجاس، ثمّ أَعْمُركِ بخَيْر أُمَّةٍ أُخْرجَت للنَّاس؛ يأمرون بالمَعْرُوف، وينهونَ عن المُنْكَر، وأضَعُ فيك معَهُم تَوْرَاةً مُحْدَثَةً وخُدُودًا سُجُودًا، يَدِفُّونَ (١) إليك دَفِيْفَ النُّسُور إلى أوْكارها، ويَحنُّون إليك حَنِينَ الحَمَامَة إلى فِرَاخِها.
أخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمن بن مُحمَّد بن الحَسَن الفَقِيه، قال: أخْبَرَنَا أبو القَاسِم بنُ أبي مُحمَّد، قال: أخْبَرَنَا أبو مُحمَّد عَبْد الكَريم بن حَمْزَة، ح.
(١) الدَّافَّة: القوم يسيرون جماعة، وكذا الجيش نحو العدو. لسان العرب، مادة: دفف.