للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَقَلتُ ممَّا علَّقتُه من بعض الكُتُب من الفَوَائِد: قال أبو خَازِم مُحَمَّد بن الحُسَين بن الفَرَّاء: أنْشَدَني أبو القَاسِم الحُسَين بن عليّ بن [أبي] (٣) أُسامَة بحَلَب في مَنْزِله بدَرْب الحَطَّابيْن، قال: أنْشَدَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن الحُسَين بن صالح السَّبِيْعيِّ: [من الخفيف]

لم نَكُن نَعْرِفُ العِنَاقَ فلهَّا … كانَ يَوْمُ الفِرَاقِ أبْدَوا عِنَاقَا

وإذا كانَ في الفِرَاقِ عِنَاقٌ … جَعَل اللهُ كُلَّ يَوْم فِرَاقا

قُلتُ: دَرْب الحَطَّابين دَربٌ نافذٌ من مَحَالِّ حَلَب، بالقُرْبِ من باب أنْطَاكِيَة، بها كانت مَنَازِل بني أبي أُسامَة.

قَرَأتُ في أثناءَ رسالةٍ من رَسَائِل الوَزِير أبي القَاسمِ الحُسَين بن عليّ بن المَغْرِبيّ، قال: وعلى ذِكْر التَّجَنِّي؛ فأنْشَدُوني لشَيْخٍ لنا بحَلَب أعْرفهُ، وما كان يُفَارِق دَارَنا، ولَم أسْمَع الشِّعْر منهُ، وهو أبو القَاسمِ بن أبي أُسامَة الحَلَبِيُّ: [من البسيط]

يا مَنْ إذا ما تَجَنَّى خِلْتُ مِن حَذَرٍ … على مَودَّتهِ أنِّي تَجَنَّيْتُ

ثُمَّ سَيَّرَ إليَّ صَدِيْقُنا ورَفِيْقُنا في السَّمَاع، القَاضِي ضِيَاء الدِّين أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن إسْمَاعِيل بن أبي الحَّجاج المَقْدِسِيّ ثمّ المِصْرِيّ، يَذْكرُ لي أنَّهُ وَقَفَ على بعضِ تَعَالِيْق نُقِلتْ من خَطِّ الوَزِير أبي القَاسمِ بن المَغْرِبيّ فشَاهَدَ فيها: أنْشَدَني بعضُ أصْدِقائنا عن صَدِيْقنا أبي القَاسِم الحسُين بن عليّ بن أبي أُسامَةَ الحَلَبِي لنَفْسِه: [من البسيط]

يا مَنْ إذا ما تجنَّى خِلْتُ مِن حَذَرٍ … على مَوَدَّتِهِ أنِّي تَجنَيْتُ

لا تَحْسِبَنِّي وإنْ طَالَ التَّهاجُرُ بي … أنِّي مَلِلْتُ ولا أنِّي تَنَاسَيْتُ

إذا الكَرِيمُ رَأى ما لا يُلَائمُهُ … فَخْيُر ما صَانَ فيهِ نَفْسَهُ البَيْتُ


(a) كتبه ابن العديم كما وجده في الأصل الذي ينقل عنه، وكتب فوقه "صـ"، والإضافة من سياقة اسمه أول الترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>