للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَرأتُ بخَطِّ قَوَام الإسْلَام أبي سَعْد السَّمْعَانيّ ما أخْبَرَنا به شَيْخُنا أبو هاشِم الهاشمِيّ، قال: أنْشَدَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: أنْشَدَني إسْمَاعِيْل بن أحْمَد بن إسْمَاعِيْل البَاخَرْزِيّ إمْلاءً من حِفْظِه في دَارنا بمَرْو للأُسْتَاذ أبي إسْمَاعِيْل المُنْشِئ (١): [من البسيط]

باللهِ يا رِيْحُ إنْ مُكِّنْتِ ثانيةً من … صُدْغِهِ فأقيمي فيهِ واسْتَتري

ورَاقِي غَفْلَةً منه لتَنْتَهزي لي … فُرْصَةً وتعُودي منْهُ بالظَّفَرِ

ولو قَدَرْتِ على تَشْويشِ طُرَّته … فشَوِّشِيْها ولا تُبْقي ولا تَذَري

ولا تَمَسِّي عِذَاريهِ فتَفْتَضِحي … بنَفْحَةِ المِسْكِ بين الوِرْد والصَّدَرِ

وبَاكِرِي بين وِرْدٍ (a) من مُقَبَّلهِ … مقابَلَ الطَّعْم بين الطِّيْب والخَصَرِ

ثُمَّ اسْلُكِي بين بُرْدَيهِ على عَجَلٍ … واسْتَبْضي الطِّيْبَ وائْتِنى على قَدَرِ

ونبِّهيْنى دُونَ (b) القَوْم وانْتَفِضي … عليَّ واللَّيْل في شَكٍّ من السَّحَرِ

لعَلَّ نَفْحَة طِيْبٍ منك ثانيةً … تَقْضِي لُبَانةَ قَلْبٍ عَاقِر الوَطَرِ

أخْبَرَنا عَبْدُ المُطَّلِب في الفَضْل الهاشِمِيّ، قال: أنْشَدَنا أبو سَعْد بن أبي بَكْر المَرْوَزيّ، قال: أنْشَدَني أبو الفَتْح مُحَمَّد بن عليّ بن مُحَمَّد بن إبْراهيم الأصْبَهَانِيّ بمَرْو، قال: أنْشَدَني الأُسْتَاذ أبو إسْمَاعِيْل المُنْشِئ لنَفْسِه في غُلَام له اسْمُهُ أَلَلْمَش، وكان واقفًا بينَ يَدَيْهِ، وكُنْتُ أُخالسُهُ النَّظَر، فالْتَفَتَ إليَّ وقال: فهل طَرَق سَمْعك ما قُلتُ فيه (٢): [من الكامل]

إيْهًا فإنِّي لا أُطِيْقُ مُحَرَّشِي … وألْمَحْ جَوَابي (c) في عِذَارِ أَلَلْمَشِ


(a) الديوان ومعجم الأدباء: عذب ورد.
(b) معجم الأدباء ومسالك الأبصار: دوين.
(c) الديوان والخريدة: جوابك.

<<  <  ج: ص:  >  >>