للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمّوا قَصِيدَة الشَّنْفَرَى (١) الّتي أوَّلها: [من الطويل]

أَقِيْمُوا بني أُميِّ صُدُورَ مَطيِّكُمْ … فإنِّي إلى قَوْم سِوَاكُمْ لأمْيَلُ

لَامِيَّة العَرَب تَفْضِيلًا لها على غيرها من أشْعَار العَرَب، نَظَمها ببَغْدَاد في سَنَة خَمْسٍ وخَمْسِمائَة يَفْتَخر فيها ويَشْكُو الاغْتِرَاب، وأَوْرَدَ فيها من الحِكَم ما لا يَخْفى على المُتَأمِّل من ذوي الألْبَاب.

أخْبَرَنا أبو هاشِم، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد، قال: سَمِعْتُ إسْمَاعيْل بن أحْمَد بن إسْمَاعِيْل البَاخَرْزِىِّ إمْلاءً، يَقُول: دَخَل الأُسْتَاذُ أبو إسْمَاعِيْل المُنْشِئ على بعض أكَابِر الدَّوْلَة في مَجْلِس الأُنْس فقدَّم إليه ثيِابًا رَفِيعَةً كَرَامَةً له، فكَرِه ذلك حتَّى عُرِفَ فيه، وأنْشأ مُرْتَجلًا (٢): [من الطويل]

وما سَاقَني فَقْرٌ إليكَ وإنَّما … أبَى لي عزُوفُ النَّفْسِ أنْ أعْرفَ الفَقْرَا

ولكنَّني أَبْغي التَّشَرُّف إنَّهُ (a) … سَجِيَّةُ نَفْسٍ حُرَّة مُلِئَتْ كِبْرَا

أخْبَرَنا أبو هاشِم الهاشميّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: الحُسَين بن عليّ بن عبد الصَّمَد الدِّئَليّ المُنْشِئ أبو إسْمَاعِيْل، صَدْرُ العِرَاق، وشُهْرَةُ الآفاق، غَزير الفَضْل، لَطِيْف الطَّبعْ، جَوَاد الخَاطِر، حَسَن المَعْرفَة باللُّغَة والأدَب، أقْوَم أهْل عَصْره بصَنْعَة الشِّعْر وإنْشَاءَ الرَّسَائِل، وكان مُحْترمًا، كَبير الشَّأْن، جَلِيْل القَدْر، وَرَدَ بَغْدَاد وأقام بها مُدَّةً طَوِيلَةً، وكان يُسَافِرُ مع العَسْكَر إلى الجِبَال والرَّيّ وأصْبَهَان إلى أنْ شرقَ بفَضْلِهِ وكَمَالِهِ وقُتِلَ رَحِمَهُ اللّهُ.

كذا ذكره وأسْقَط اسْم جَدِّه مُحَمَّد.


(a) الديوان: وما أبتغي إلا الكرامة إنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>