للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأمِيْركَا وهو الحُسَين في عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن إسْمَاعِيْل بن الحَسَن بن زَيْد بن الحَسَن إلى حَلَب وأنا بها في سَنَة سَبْعٍ وأرْبَعين وثَلاثِمائة، ثمّ تَوَجَّه إلى مِصْر فقَدِمَها، وهو بها يُعْرَفُ بالقُمِّيّ، فأقام بها نَحْواً من أرْبَع سِنِين، وخَرَج إلى الشَّام مُتَوَجِّهاً إلى بلَدِه.

قَرأتُ بخَطِّ مُحَمَّد بن أَسْعَد الجَوَّانِي في ذِكْره الحُسَين بن عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن إسْمَاعِيْل بن الحَسَن بن الحَسَن ابن أمير المُؤمِنِيْن عليّ ابن عَمّ رسُول الله صَلَّى اللهُ علمِه وسلَّم: أبو عَبْد اللهِ أَمِيْركَا القُمِّيّ، قَدِمَ القُمِّيّ إلى حلَبَ في أيَّام سَيْف الدَّوْلَةِ أبي الحَسَن عليّ بن حَمْدَان سَنَة سَبْعٍ وأرْبَعين وثَلاثِمائة، وهِو أوَّلُ مَنْ أذَّن في اللَّيْل وقال في أذانه: مُحَمَّد وعليّ خَيْر البَشَر، فتُوفِّي بمَنْبج سَنَة أرْبَعٍ وثَمانين وثَلاثِمائة، وله فَوْق المائة سَنَة، أبُوه عليّ يُعْرَفُ بشِكَنْبَه؛ تَفْسِيره بالعَرَبِيَّةِ: الكَرِش.

هكَذا وَجَدْتُه في هذا المَوضِع بخَطِّ ابن أَسْعَد، وقد أسْقَطَ زَيْداً بين الحَسَن والحَسَن؛ وهو وَهْمٌ، ثمّ قَرأتُ بخَطِّه في كتاب الجَوْهَر المَكْنُون (١) من تأليفه: شِكَنْبَه في بني الحَسَن بن عليّ، وُلدَ عليّ شِكَنْبَه ومن النَّاسِ مَنْ يقول إشْكِنْبَه، وهو اسْمٌ عَجَمِيّ، وهو اسْم الكَرِش، وهو عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن إسْمَاعِيْل بن الحَسَن بن زَيْد بن الحَسَن بن عليّ بن أبى طَالِب عليه السَّلام، ومن وَلده الحُسَين المَعْرُوف بأمِيْركَا ابن شِكَنْبَه، فذَكَره هَا هُنا على الصِّحَّة في نَسَبهِ فبَانَ أنَّ ذلك كان سَهْواً من القَلَم، واللهُ أعْلَمُ.

لا نَعْلمَ أنَّ الأذان المَشْرُوع غُيَّر في أيَّام سَيْف الدَّوْلَة، وإنَّما كان ذلك في أيَّامِ ولده سَعْد الدَّولَة أبي المَعَالِي شَرِيف، فقد كان أمِيْركَا أوَّل مَنْ أذَّن في أيَّام سَعْد الدَّولَة.


(١) تقدم التعريف بالكتاب ومؤلفه لأول ذكره في الجزء الأول من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>