للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكَتَبَ بخَطِّهِ كَثيرًا من الكُتُب والأجْزاء، وعادَ إلى المَوْصِل فأقامَ بها يَسْمَعُ من شُيُوخها كالخَطِيب أبي الفَضْلِ عَبْد اللّه بن أحْمَد بن الطُّوْسيّ ومَنْ دُونه.

ثمّ قَدِمَ علينا بَغْدَاد في سَنَة سِتِّمائة، وسَمعَ من شُيُوخنا وسَمِعْنا بقرَاءته، وسَمعَ بقرَاءتنا، واصطَحَبْنا في الطَّلَب والتَّحْصِيل، وكان ذا هِمَّةٍ حَسَنةٍ، وجدٍّ واجْتِهَاد، ومَحَبَّةٍ لهذا الشَّأن، ومَعْرفةٍ لطَرفٍ صَالحِ، وسَمِعتُ منه شيئًا، وسَمِعَ منِّي شيئًا. وكان صَدُوقًا فَاضِلًا، يَخْضِبُ بالسَّوَادِ، وتَرَكَ الخِضَابَ في آخر عُمْرِه.

وقال: سَألتُ أبا عَبْد اللّه بن بَاز عن مَوْلدِه، فقال: في يَوْم الثّلاثَاءِ خَامس عَشْرِيّ ذِي الِجَّة منِ سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين وخَمْسِمائَة بالمَوْصِل. وبَلَغنا أنَّهُ تُوفِّي في ليلَةِ السَّبْت مُسْتَهَلّ ريع الآخر سَنَة اثنتَيْن وعشرين وسِتِّمائة بالمَوْصِل (a).

أنْبَأنا الحافِظُ عبد العَظِيْم المنذِريّ (١)، قال: وفي ليلَةِ الثَّاني من شَهْر رَبيع الآخر تُوفِّي الشَّيْخُ الأجَلُّ أبو عَبْد اللّه الحُسَين بن عُمَر بن نَصْر بن الحَسَن بن سَعْد بن بَاز (b) المَوْصِليُّ، بها، ومَوْلده بها في يَوْم الثّلاثَاءِ الخامس والعشرين من ذِي الحِجَّة سَنَة اثْنَتَيْن وخَمْسِين وخسِمائَة، سَمعَ بالمَوْصِل من وَالده، ومن أبي الفَضْلِ عَبْد اللّه بن أحْمَد بن مُحَمَّد الخَطِيب، وسَمِعَ ببَغْدَاد من أبي مُحَمَّد لاحِق بن علىِّ بن كَارِه، وأبي أحْمَد أَسْعَد بن يَلْدرَك الجِبْرِيْلْيّ، وأبي عَبْد اللّهِ المُظَفَّر بن أبي نَصْر البَوَّاب، وأبي الحَسَن عَبْد الحق بن عَبْد الخَالِق اليُوسُفِيّ، وأبي شَاكِر عِيسَى بن أحْمَد، وأبي مَنْصُور مُحَمَّد بن أحْمَد بن الفَرَج الدَّقَّاق، وأبي الحَسَن عليّ بن عبد الرَّحيم السُّلَمِيِّ، وفَخْر النِّسَاء شُهْدَة بنت الإِبَرِيّ، وجَمَاعَة سواهم.


(a) بقية الصفحة، وهو تقدير ثلثيها، بياض في الأصل.
(b) عند المنذري: ابن سعد بن عبد اللّه بن باز.

<<  <  ج: ص:  >  >>