للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَهِدَ اللّهُ والعِبَادُ بأنِّي … لا كَذُوبٌ فيهِ ولا مُسْتَعِيْرُ

وأُصِبْنَا فيه وأيّ مُصَابٍ … ورُزيْناهُ وهو رُزْءٌ كَبيرُ

أيُّها الرَّاحِلُ الّذي سَارَ بالأمْسِ … ووَارَته في الصَّعِيْدِ القُبُورُ

هل تُجِيْب النِدَا فهذا عليٌّ … نَجْلُكَ السَّيِّدُ الخَطِيبُ السَّتيْرُ

قَائلًا كيفَ بِتَّ في مَنْزِل … الوَحْدَة بَيْتٌ مُهَدَّمٌ مَهْجُورُ

وافُؤادِي قَرحٌ على إِثْر قَرح … نَاصري فيهِ عَبْرَةٌ وزَفِيْرُ

طالَ لَيْلي لمَّا فَقَدتُكَ حتَّى … وَقَفَ النَّجْمُ حَائِرًا لا يَغُورُ

وعَرَتني الهُمُوم والحُزْنُ حتَّى … ضَاقَ صَدْري وكادَ قَلْبِي يَطِيْرُ

وعَدِمْتُ العَزَاءَ والصَّبْرَ فالنَّ … ـارُ بقَلْبِي ومَاءُ جَفْنِي غَزِيرُ

أظلَمَتْ بعدَكَ المَحَارِيْبُ إذ أنْ … ـتَ لعُقرِ المحرَاب في اللَّيْل نُوْرُ

أتُرَاني أنْسَاكَ كلَّا ولكن … أنا ما طالتِ الحَيَاةُ ذَكُورُ

كيفَ أنْسَى مَنْ شَخْصُهُ طُوْل … دَهْري في فُؤادِي ونَاظِري مَقْبُورُ

لا هنَاني من بَعْدك العَيْشُ … يَوْمًا ولا عادَ لي يسُرّ السُّرُورُ

أيّ عَيْشٍ لمُوْجَعِ القَلْب باكٍ … سُلبَتْ منه نِعْمَةٌ وحُبُورُ

ورَأى لَحْظُ عينهِ بَحْرَ عِلْم … وهو في ضِيْق لَحْدِه مَأسُورُ

ليتَني متُّ قبلَ مَوْتِكَ حتَّى … لا يَرَاني عند العَزَاءِ الحُضُورُ

مَعْشَر المُسْلميْن عُوذُوا بصَبْر … لا يَحُوزُ الثَّوَابَ إلَّا الصَّبُورُ

<<  <  ج: ص:  >  >>