للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُحمّد، قال: أنْشَدَني أبي مُحَمَّد بن الحُسَين، قال: أنْشَدَني أبي أبو إسْمَاعِيْل الطُّغْرَائِيّ (١) لنَفْسِه، وقد تَقَدَّمت في تَرْجَمَتِهِ: [من الطّويل]

ويا جيرَتي بالجِزْعِ جِسْميَ بَعْدَكُم … نَحِيْلٌ وطَرْفي بالسُّهَادِ كَحِيْلُ

عَهِدْتُ بكُم (a) عَصْر الشَّبِيْبَةِ غضَّةً (b) … فخانَ وخُنْتمْ والوَفَاءُ قَلِيْلُ

وأوْدَعْتُمُ قلبي فلمَّا طَلبتُه … مَطَلْتمُ وشَرُّ الغَارِمينَ مَطُوْلُ

فإنْ عُدْتُم يَوْمًا تُريدونَ مُهْجَتي … تَمَنَّعْتُ إلَّا أنْ يُقَامَ كَفِيْلُ

قَرأتُ بخَطِّ أبي البَرَكَات المُبارَك بن أحْمَد المُسْتَوفِيّ (٢)، وأجَازَهُ لنا، وأخْبَرَنَا به أبو البَرَكَات المُبارَك بن أبي بَكْر بن حَمْدَان سَمَاعًا عنه، قال: حَدَّثَني البَدِيْع يُوسُف بن القَاسِم الأَصطُرْلابيّ، قال: كُنْتُ أعْمَل صَنْعَةً بدار أبي إسْمَاعِيْل الحُسين بن مُحَمَّد سنَة سَبْعِين وخَمْسِمائَة وعنده أبو إسْحَاق إبْراهيم بن مُحَمَّد المُشَرَّفُ الإرْبِلِيّ، فعَلَا شيءٌ من الدُّخَان، فتأذَّى به أبو إسْحَاق، وكانت عَيْنُه الصَّحيحَةُ مَرِيْضةٌ، فنَهَضَ خارجًا، وحَضَر الوَزِير أبو إسْمَاعِيْل وطلَبَهُ، فأخْبرتُه القِصَّةَ، فأنْفَذ في طَلبَهِ، فكَتَبَ إليهِ: [من البسيط]

لولا الدُّخَانُ لَمَا فَارَقْتُ مَجْلِسَكُمْ … فإنَّهُ مَجْلِسُ الإنْعَام والجُوْدِ

فكَتَبَ إليهِ الوَزِير أبو إسْمَاعِيْل يُدَاعبُهُ وبستَدعيه: [من البسيط]

ذاكَ الدُّخَان الّذي شَاهَدْتَ بدَّدَهُ … يَدُ الشَّمَالِ جهَارًا أيَّ تبدِيْدِ

فاحْضُرْ لنَعْتاضَ عَنْهُ مَعْ مُرَوَّقةٍ … يا سَيِّدِي بدُخَانِ النَّدِّ والعُوْدِ


(a) الديوان: به.
(b) الديوان: مورقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>