للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب البُشْرَى (a) وهو يَبْكي والعَامَّةُ تَبْكي لبُكائه، وسارَ إلى نُوْر الدَّوْلةَ دُبَيْس، وكان نازلًا بالفَلُّوْجَةِ (b)، وتقَرَّرت الوِزَارَة لأبي يَعْلَى والد الوَزِير أبي شُجاعٍ، وكان قبلَ ذلك يَكْتُب لهَزَارَسْب بن بَنْكِير، وكُوْتِبَ (c)، ووَرَدَ الخَبَرُ بوفاتهِ في سَاعة وُصُول فَخْر الدَّوْلةَ إلى القَلْعَةِ، ومَرضه وَقْت عَزْله.

أنْشَدَني أبو السَّعَادَاتِ المُبارَك بن أبي بَكْر بن حَمْدَان المَوْصِلِيّ، قال: نَقَلْتُ من خَطِّ أبي الفَضْل مُحَمَّد بن عَبْد المَلِك بن الهَمَذَانيّ لأبي يَعْلَى الحُسَين بن مُحَمَّد بن عَبْد اللهِ، والدِ الوَزِير أبي شُجاعٍ، من قَصِيدَةٍ في القَائِم بأمر الله أَمِير المُؤْمنِيْن رِضْوَان الله عليه، يقُول فيها: [من البسيط]

فحينَ جدَّ زَمَاني في إسَاءَتِهِ … وَقامَ عندِيْ ببَلْوَاهُ على قدَم

رَحَلْتُ عنهُ بخَوْفٍ من نَوَائبِهِ … حتَّى نَزَلتُ بأمْنٍ في حِمَى الحرَم

حِمَى الإمَام الّذي أبقي النَّبيُّ (٤) لَهُ … تُراثَهُ فاصْطَفاهُ اللهُ للأُمَمِ

ذاكَ الّذي فَرَضَ الرَّحْمَنُ طَاعَتَهُ … على الخَلَائِق مِن عُرْبٍ ومِن عَجمِ

بَيْتُ الرِّسَالَةِ والتَّنْزيْلِ مَنْشَؤُهُ … فَهَلْ مَزِيدٌ على هذا لِذي كَرَم

بنُورِهِ في الدِّيَاجي نَهْتدِي أبَدًا … بوَجْهِهِ السَّعْدِ نَسْتَقِي حَيَا الدِّيَمِ

مِن دَوْحةٍ فَرْعُها فَوْقَ السَّماء عَلَا … وأصْلُها قد رَسَا في الأرْض عن قِدَم

أبانَ هَدْيَ رسُولِ الله مُجْتَهِدًا … حتَّى غَدَا الحقُّ صَفْوًا عن أذَى التُّهَمِ

فمنذُ قامَ بأمْرِ اللهِ قد حُرِسَت … جَوَانِبُ الدِّين والدُّنْيا من الثُّلَمِ

لا زَالتِ الأرْضُ من نُعْمَاهُ نَاضِرةً … ما اخْضَرَّ من وَرَقٍ غُصْنُ مِنَ السَّلَمِ


(a) مهملة في الأصل، وهو باب يفضي إلى دجلة. انظر المنتظم لابن الجوزي ١٦: ٧٤، ولم ترد في كتاب الأصفهاني عبارة "ونزل … لبكائه".
(b) هكذا جوده المصنف، وعند ياقوت بضم اللام وتشديدها. معجم البلدان ٤: ٢٧٥، وزيد بعده في كتاب الأصفهاني: فآواه.
(c) في كتاب الأصفهاني: وكوتب للزيارة.
(d) كتب ابن العديم فوقها: "صلى الله عليه وسلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>