شِعْره، ثُمَّ إنَّهُ حَسُنَتْ طَرِيقَته في آخر عُمْرِه، وانْقَطَع في مَسْجده ببَاب المَرَاتِب، وانْعَكَف النَّاسُ عليهِ لقرَاءةِ القُرآن، وسَمَاع الحَدِث، وقرَاءة الأدَب، وأضَرَّ في آخر عُمره.
وقد جَمعَ له الشَّيْخُ أبو مُحَمَّد عَبْدُ اللهِ بن عليّ بن أحْمَد المُقْرِئ سِبْطُ أبي مَنْصُور الخَيَّاط طُرقًا لقراءاته وأسَانِيْد رِوَاياته في كتاب سمَّاهُ الشَّمْس المُنيْرَة في القِرَاءَات الشَّهِيْرة (١)، سَمِعْنَاهُ من القَاضِي أبي الفَتْح الوَاسِطِيّ عنه.
قَرأ عليه القُرآن خَلْقٌ كَثيْر، وأقْرأُوا عنه، ورَوَى عنهُ الحَديْث جَمَاعَةٌ من القُدَمَاء، وحَدَّثَنَا عنه أبو الفَرَج بن الجَوْزِيّ، وابو الفَتْح مُحَمَّد بن أحْمَد بن المَنْدَائِيّ قاضي وَاسِط.
وقال ابنُ النَّجَّار: قَرأتُ بخَطِّ الحافِظ أبي البَرَكَات عَبد الوَهَّاب بن المُبارَك الأنْمَاطِيّ، قال: تُوفِّي أبو عَبْدِ اللهِ الحُسَين بن مُحَمَّد بن عَبد الوَهَّاب الدَّبَّاس في ليلَةِ الثّلاثَاء السَّابع عَشر من جُمَادَى الآخرة من سَنَة أرْبَعٍ وعِشرين وخَمْسِمائَة، ودُفِنَ يَوْم الثّلاثَاء ببَاب حَرْب.
أخْبَرَنا أبو هاشِم الهاشِميّ، قال: أخْبَرَنا أبو سَعْد السَّمْعَانيّ، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي عَبْدِ اللهِ الحُسَين بن خُسْرُو البَلْخِيِّ، رَحِمَهُ اللهُ، بالرَّيّ: ماتَ البَارِعُ أبو عَبْد الله بن الدَّبَّاس يَوْم الثّلاثَاء سَابِع عَشر جُمَادَى الآخرة، ودُفِنَ يَوْم الأرْبَعَاء ثَامِن عَشر جُمَادَى الآخرة من سَنَة أرْبَعٍ وعشرين وخَمْسِمائَة، وكان قد أضَرَّ في آخر عُمْرِه.
(١) نَسَب حاجي خليفة الكتاب لصاحب الترجمة (ابن الدباس) وليس لسبط الخياط، وجاء عنوانه في كشف الظنون: الشمس المنيرة في القراءات السبعة الشهيرة، كشف الظنون ٢: ١٠٦٢.