للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بَجِيْلَة، قال (١): إنّي لعند رسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين جَاءَهُ بشِيرُ سَرِيَّةٍ بَعَثَها، فأخْبَر بنَصْرِ اللهِ الّذي نَصَرَ سَريتَّهُ وبفَتْحِ اللهِ الّذي فَتحَ لهم، قال: يا رسُولَ اللهِ، بينما نحنُ بِطَلَبِ القَوْم وقد هَزَمَهُم اللهُ عزَّ وجلَّ إذ لَحِقْتُ رَجُلًا بالسَّيْفِ، فلمَّا أحَسَّ أنَّ السَّيْفَ مُوَاقعُهُ، الْتَفَتَ وهو يَسْعىَ، فقال: إنِّي مُسْلمٌ، إنِّي مُسْلِمٌ، قال: قَتَلْتَهُ؟ قال: يا رسُول الله، نَعَم! قال: فهَلَّا شَقَقْتَ عن قَلْبهِ فنَظَرْت أصَادقٌ هو أو كَاذبٌ؟ قال: لو شَقَقْتُ عن قَلْبِهِ ما كان يُعْلِمُني ما قَلْبهُ إلّا قِطْعَةٌ من لَحْمٍ، قال: فأنتَ قتلتَهُ لا ما في قلْبِهِ تعْلم ولا لِسَانه صدَّقته، فأنْتَ قاتلهُ، قال: يا رسُول الله، اسْتَغْفِرْ لي، فقال: لا أسْتَغفرُ لكَ، فماتَ ذلك الرَّجُل فدَفَنُوه فأصْبَح على وَجْهِ الأرْض ثلاثَ مرَّاتٍ، فلمَّا رأى ذلك قَوْمُه اسْتَحْيَوا وحَزنُوا (a) - أو: حربوا، الشَّكُّ من أبي مُحمَّد - فاحْتَمَلُوه فألقَوْهُ في تلكَ الشِّعَاب.

أنْبأنَا أبو الحَسَن عليّ بن أبي عَبْد الله بن أبي الحَسَن بن المُقَيِّر، قال: أخبَرَنا الحافظُ أبو العَلَاء الحَسَنُ بن أحْمَد الهَمَذَانيّ في كتأبه، قال: أخْبَرَنا أبو جَعْفَر مُحَمَّد بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا أبو علّي الحَسَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّفَّار، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر بن مَنْجوَيْه، قال: أخْبَرَنا الحاكم أبو أحْمَد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أحْمَد الحافِظ (٢)، قال: أبو الطَّيِّب الحُسَين بن مُوسَى بن عِمْران الرَّقّيّ، سَكَنَ أنْطَاكِيَة. عن عَامِر بن سَيَّار التَّمِيْمِيّ، ومُوسَي بن مَرْوَان الرَّقِّيّ. فيه نَظَرٌ.

أنْبَأنَا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مَحْمُود بن النَّجَّار، قال: الحُسَين بن مُوسَى بن عِمْران البَغْدَاديّ حَدّثَ عن عَامِر بن سَيَّار، شَيْخٌ مَجْهُول، عن مُحمَّد بن عَبْد المَلِك بن أبي أيَّوب المَدِيْنيّ الطَّويل، رَوَى عنهُ عمُرَ بن عليّ العَتَكّي.


(a) لفظ أبي يعلى: استحيوا وخزوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>