للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَرأتُ بخَطِّ الأُسْتَاذ أبي الحَسَن عليّ بن هِلال المَعْرُوفُ بابنِ البَوَّاب: حدَّث ثَعْلَبُ عن رَجُلٍ من أهْلِ مَنْبج، قال: قَدِمَ علينا الحَكَم بن المُطَّلِب بن عَبْد الله بن المُطَّلِب في حَنْطَب وفُقَراؤنا كَثِيْرونَ فأغْنانا كُلّنا، فقُلتُ: كيف ذاك؟ قال: علَّمنا مَكَارِم الأخْلَاق، فعادَ غَنِيُّنا على فَقِيْرنا، فغَنَيْنا كُلُّنا.

نَقَلْتُ من نَوَادر أبي بَكْر الصُّوْلِيّ بخَطِّ عليّ بن مُوسَى بن إسْحاق الرَّزَّاز وسَمَاعه منه، وأنْبَأنَا أبو رَوْح عَبْد المُعِزّ بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل الهَرَويّ عن زَاهِر بن طَاهِر، قال: أخْبَرَنا أبو القَاسمِ البُنْدَار في كتابهِ، عن أبي أحْمَد المُقْرِئ، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر مُحَمَّد بن يَحْيَى الصُّوْلِّي إجَازَةً، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء الغَلَابِيّ، قال: حَدَّثنَا العُتْيّ، عن أَبِيهِ، قال: قيل لنُصَيْب: هَرِمَ شِعْرُكَ، قال: ما هَرِم إلَّا عَطَاؤُكم! مَنْ يُعْطيني كما أَعْطَاني الحَكَم بن المُطَّلِب؟ خَرَجْتُ إليه وهو سَاعٍ على بعض صَدَقَات المَدِينَة، فلمَّا رَأيتُهُ قُلْتُ (١): [من الوافر]

أبا مَرْوَان لَسْتُ بخَارِجي … وليسَ قَدِيم مَجْدِكَ بانْتَحِالِ

أَغَرُّ إذا الرِّوَاقُ انْجَاب عنهُ … بَدَا مثْل الهِلَال على المثَالِ (a)

تَرَاءاهُ العُيُون كما تَرَاءى … عَشِيَّة فطْرها وَضَح الهِلَال

فأعْطَاني أرْبَعمائة ضَائنَةٍ ومائة لِقْحَةٍ، وقال: ارفَع فِرَاشي فخُذْ ما تَحْتَهُ، فأخَذْتُ مائِيْنَ دَنَانِيْر.

قَرَأتُ في كتاب طَبَقَات الشُّعَراءِ المحدثِين تأليفُ عبد الله بن المُعْتَزّ (٢)، في أخْبَار إبرْاهيمِ بن هَرْمَة، قال: وكان مَدَحَ الحَكَم - وكان من أسْخِيَاءِ أهْلِ زَمَانهِ - وقيل له: هَرِمَتْ أشْعَارُكَ، قال: كَلَّا؛ ولكن هَرِمَتْ مَكَرِم الأخْلَاقِ بعد الحَكَمِ.


(a) ديوان نصيب: على مثال.

<<  <  ج: ص:  >  >>