وكأنَّ النَّاسَ في أحْوَالِهِمْ … كنُقُودٍ بُهْرِجَتْ وَهْوَ نُضَارُ
ظَهَرَتْ بين الوَرَى سِيْرَته … وتبَدَّت مِثْلَ ما يبْدُو النَّهَارُ
كُلُّ فَجْر حازَهُ أهْلُ النُّهىَ … فَهْوَ جُزْءٌ مِن عُلَاهُ مُسْتَعَار
كَلِمٌ تَسْمَعُ مِن أَيْسَرَها … حِكَمًا فيهنَّ للدُّرِّ احْتِقَار
أَبدًا ما قَالُه مُمْتَثل … في الدُّنَا يُوْمىَ إليهِ ويُشُارُ
يَعْذُبُ الإسْهَابُ مِن ألْفَاظه … وَمِنَ الغَيْر يُمَلُّ الاخْتِصَار
مِن أَيَاديهِ لنا سُحْب غِزَارٌ … أبدًا تترَى إذا ضَنَّ القِطَار
وبجَنْبَيْهِ مِنَ الحِلْم جِبَالٌ … رَاسِيَاتٌ ومِنَ العِلْم بِحَارُ
كُلَّ يوْم لثُغُور الدِّينِ مِنْ … عِلْمِهِ الجَمِّ ابْتِسَامٌ وافْتِرَارُ
وبأغْصَان الأمَانِي أبدًا … لذَوِي البُؤسِ مِنَ النُّجْح ثِمَار
أيُّها المَوْلَى الّذي عن طَوْلهِ … في مَسَاعِيْهِ لاعْداهُ اقْتِصَار
يا شَرِيْفًا شَرُفَ الدَّهْرُ بهِ … فَهْوَ للدُّنْيا وللدِّيْن مَنَارُ
أنْتَ مِن قَوْم إذا ما شَفَعُوا … لامْرِئ في الحشْرٍ لَم تَمْسَسْهُ نَارُ
زُرْتُ مغْناكَ الّذي إنْ زَارَه … مُسْتَمِيْحٌ لَم يَرُعْهُ الافْتِقَار
رَاجِيًا صَرْفَكَ جَيْشَ البُؤْسِ عن … ربْعِ مِسْكِينٍ لهُ فيهِ مَغَار
وانْتِصَاري بكَ يا مَنْ لَم يَزَل … أَبدًا منهُ لرَاجِيْهِ انْتِصَار
جَاءَ بالإقْبَال يَسْعَى رحَبٌ … بَعْدَ بُعْدٍ ودَنَا منهُ المَزَارُ
رَجَّبَ الله تعالَى شَهْرَهُ … فلَهُ بينَ الشُّهُورِ الاشْتِهَارُ
فابْقَ مَسْرُورًا مُهَنًّا بالعُلَى … أبدًا ما طَرَدَ اللَّيْلَ النَّهَارُ