للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكأنَّ النَّاسَ في أحْوَالِهِمْ … كنُقُودٍ بُهْرِجَتْ وَهْوَ نُضَارُ

ظَهَرَتْ بين الوَرَى سِيْرَته … وتبَدَّت مِثْلَ ما يبْدُو النَّهَارُ

كُلُّ فَجْر حازَهُ أهْلُ النُّهىَ … فَهْوَ جُزْءٌ مِن عُلَاهُ مُسْتَعَار

كَلِمٌ تَسْمَعُ مِن أَيْسَرَها … حِكَمًا فيهنَّ للدُّرِّ احْتِقَار

أَبدًا ما قَالُه مُمْتَثل … في الدُّنَا يُوْمىَ إليهِ ويُشُارُ

يَعْذُبُ الإسْهَابُ مِن ألْفَاظه … وَمِنَ الغَيْر يُمَلُّ الاخْتِصَار

مِن أَيَاديهِ لنا سُحْب غِزَارٌ … أبدًا تترَى إذا ضَنَّ القِطَار

وبجَنْبَيْهِ مِنَ الحِلْم جِبَالٌ … رَاسِيَاتٌ ومِنَ العِلْم بِحَارُ

كُلَّ يوْم لثُغُور الدِّينِ مِنْ … عِلْمِهِ الجَمِّ ابْتِسَامٌ وافْتِرَارُ

وبأغْصَان الأمَانِي أبدًا … لذَوِي البُؤسِ مِنَ النُّجْح ثِمَار

أيُّها المَوْلَى الّذي عن طَوْلهِ … في مَسَاعِيْهِ لاعْداهُ اقْتِصَار

يا شَرِيْفًا شَرُفَ الدَّهْرُ بهِ … فَهْوَ للدُّنْيا وللدِّيْن مَنَارُ

أنْتَ مِن قَوْم إذا ما شَفَعُوا … لامْرِئ في الحشْرٍ لَم تَمْسَسْهُ نَارُ

زُرْتُ مغْناكَ الّذي إنْ زَارَه … مُسْتَمِيْحٌ لَم يَرُعْهُ الافْتِقَار

رَاجِيًا صَرْفَكَ جَيْشَ البُؤْسِ عن … ربْعِ مِسْكِينٍ لهُ فيهِ مَغَار

وانْتِصَاري بكَ يا مَنْ لَم يَزَل … أَبدًا منهُ لرَاجِيْهِ انْتِصَار

جَاءَ بالإقْبَال يَسْعَى رحَبٌ … بَعْدَ بُعْدٍ ودَنَا منهُ المَزَارُ

رَجَّبَ الله تعالَى شَهْرَهُ … فلَهُ بينَ الشُّهُورِ الاشْتِهَارُ

فابْقَ مَسْرُورًا مُهَنًّا بالعُلَى … أبدًا ما طَرَدَ اللَّيْلَ النَّهَارُ

<<  <  ج: ص:  >  >>